أنت لا تعرف شيئاً عن الليالي التي بكيت فيها وأنا أدفن رأسي في وسادتي كي لا يسمع أحد صراخي .. عن مرارة لحظات الفقد التي تجرعتها ، ولازالت ذكراها ترجف قلبي ، عن عجزي عن البوح بما يدور بداخلي لأنني أعلم أنه لن يفهمه أحد .. لا تعلم شيئاً عن المرات التي أُجبرت فيها على الحياة ، على الإبتسام ، على التظاهر بأنني بخير ، على إبتلاع ما يؤذيني .. على مواجهة الدنيا رغم ما بترته من أوصالي ، رغم وهني ومخاوفي .. أنت لا تعرف شيئاً عن معاركي اليومية ، عن صراعاتي مع نفسي وهواجسي والناس ، عن ماضيَّ الحزين وحاضري الذي أصبحت أرتاب من كل دقيقة فيه .. أنت لا تعرف شيئاً كي تسألني كيف أصبحت بهذه القوة ، بهذا الاكتفاء والاستغناء والصلابة ……. أنت فقط تعرف إسمي ووجهي.”