إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب بصمت بعد انتقاد قانون الضرائب

كتب / محمد السيد راشد
في خطوة مفاجئة، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تخليه عن منصبه كرئيس لإدارة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واضعًا بذلك نهاية لتجربة فريدة حاول من خلالها أغنى رجل في العالم تقليص الهدر في الإنفاق الحكومي الأمريكي دون أن يحقق النتائج المرجوة.
وقال ماسك في منشور على منصة “إكس”، التي يمتلكها، إن “وقته كموظف حكومي خاص قد انتهى”، موجّهًا الشكر لترامب على إتاحة الفرصة له، ومؤكدًا أن الفريق الذي قاده سيواصل عمله “وسيصبح أقوى بمرور الوقت بعدما أصبح أسلوبًا للحياة في أروقة الحكومة”، على حد وصفه.
مغادرة غير رسمية
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لوكالة “رويترز”، مساء الأربعاء، أن مغادرة ماسك للإدارة أمر مؤكد، وأنه سيبدأ انسحابه “اعتبارًا من الليلة”. وأوضح المصدر أن الانسحاب تم دون مراسيم رسمية أو حتى اجتماع مباشر مع ترامب، واصفًا إياه بأنه “قرار على مستوى كبار المسؤولين”.
خلفيات الاستقالة: قانون الضرائب
وجاء قرار ماسك بعد يوم واحد فقط من انتقاده العلني لمشروع قانون الضرائب الجديد الذي طرحه ترامب، معتبرًا إياه “باهظ التكاليف” ويقوض عمل إدارة الكفاءة الحكومية. وبحسب مصادر “رويترز”، فقد أثارت تصريحات ماسك غضب بعض كبار مسؤولي البيت الأبيض، ومنهم ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض، واضطرت الإدارة للتواصل مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لتجديد الدعم لمشروع القانون الذي وصفه ترامب سابقًا بـ”الكبير والجميل”.
إنجازات مثيرة للجدل
كان ماسك قد تعهد خلال الحملة الانتخابية لترامب بتوفير ما لا يقل عن تريليوني دولار من الإنفاق الحكومي، لكن النتائج الرسمية حتى الآن تشير إلى تحقيق وفورات تبلغ 175 مليار دولار فقط. كما خفض فريقه عدد موظفي الحكومة الفيدرالية بنحو 260 ألف موظف، أي بنسبة 12%، من خلال مزيج من التهديد بالفصل والاستقالات الطوعية والتقاعد المبكر.
خلافات داخل إدارة ترامب
اصطدم ماسك خلال فترة عمله بعدد من كبار المسؤولين في إدارة ترامب، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير النقل شون دافي، ووزير الخزانة سكوت بيسنت. كما وصف مستشار ترامب التجاري بيتر نافارو بـ”الأحمق” بعد رفضه اقتراح ماسك بإلغاء الرسوم الجمركية مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا، حيث توجد مصانع شركة “تسلا”.
تلميحات مسبقة بالانسحاب
وكان ماسك قد ألمح في أكثر من مناسبة إلى رغبته في إنهاء عمله الحكومي، معبرًا عن إحباطه من “بيروقراطية واشنطن التي فاقت توقعاته”. وقال في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” إن الفريق الذي يقوده تحوّل إلى “كبش فداء”، متحملًا الانتقادات عن أي خلل إداري في البيت الأبيض.
العودة إلى عالم الأعمال
إلى جانب الانتقادات السياسية، واجه ماسك ضغوطًا متزايدة من مستثمرين دعوه للتركيز على إدارة شركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، وسط احتجاجات على نشاطه السياسي. وكان ماسك قد أنفق قرابة 300 مليون دولار لدعم حملة ترامب والجمهوريين في العام الماضي، إلا أنه أعلن مؤخرًا عزمه تقليص هذا الإنفاق، قائلاً في منتدى اقتصادي عقد في قطر: “أعتقد أنني فعلت ما يكفي”.