الرياضة

إيمان خليف إمرأة هزمت عنصرية الغرب

كتب/ هاني حسبو

بعد 46 ثانية فقط من انطلاق أولى منازلاتها في منافسات الملاكمة (وزن تحت 66 كيلوجرام)، اضطرت الإيطالية أنجيلا كاريني للانسحاب بعد تلقيها عدة لكمات من منافستها الجزائرية إيمان خليف، التي تسببت في شبه كسر في الأنف، وبكت في زاوية الحلبة، معلقة: “ليس عدلاً!”

خليف تحدثت بعد المباراة عن رغبتها في تحقيق ميدالية للجزائر وإسعاد الجماهير، وقالت إن الحرب النفسية بالتأكيد ستكون موجودة، لكنها مستعدة لها، ووصفت نفسها بأنها “ابنة أي جزائري وأي جزائرية”. وفي تصريحات لبي بي سي قالت: “أنا هنا من أجل الذهب، أنا أحارب الجميع”.

 

بعد المباراة، تعرضت إيمان خليف لانتقادات شديدة، فيما أعربت الملاكمة الإيطالية عن أنها لم تتعرض لمثل هذا النوع من اللكمات من قبل. من بين المنتقدين، لاعبي التنس مارتينا نافراتيلوفا وبوريس بيكر، وحتى الملياردير إيلون ماسك، الذي قال إنه “من الواضح أن هذا غير عادل، أن تتنافس خليف وهي تتهم بامتلاك قدرات بدنية تتجاوز ما هو مألوف في المنافسات النسائية”. كما كتبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني رسالة لكاريني قائلة إنها “ستحظى يوما بما تستحق”، في منافسة عادلة.

اللجنة الأولمبية الجزائرية في بيان لها نددت بما وصفته “بالتصرفات غير الأخلاقية” التي استهدفت إيمان خليف من قبل وسائل الإعلام الأجنبية. وقال بشير مختار المكلف الإعلامي بالبعثة الأولمبية الجزائرية في تصريحات لبي بي سي: “نراها زوبعة في فنجان، رياضيتنا ليست أول مرة تشارك في المسار الأولمبي، شاركت في التصفيات التي كانت تحت لواء اللجنة الأولمبية الدولية”.

 

وأضاف: “اللجنة الأولمبية الدولية قالت إنه لا توجد قضية ملاكمات غير مؤهلات، جميع الملاكمات خضعن للتحليلات اللازمة وكل الملاكمات الموجودات في باريس مقبولات مائة بالمائة للمشاركة. هي زوبعة إعلامية من بعض الأفواه الخارجية، أغلبهم من المنافسين، وصارت موضة كل ما إيمان تتغلب على منافسة يخرج إعلام بلدها ويهاجم إيمان”.

 

من جهته، دافع المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك آدامز عن موقف خليف قائلاً إن كل من يتنافس في فئة السيدات يمتثل لمعايير الأهلية، وإن كل المتنافسات سيدات كما هو مذكور في جوازات سفرهن. كما أكد أن اختبار التستوستيرون ليس هو الاختبار المثالي، وأن العديد من النساء لديهن نسبة عالية من هرمون التستوستيرون، “ولكنهنّ تبقين نساء، وستتنافسن كنساء”.

خليف قالت قبل الأولمبياد إنها أرادت أن تظهر للعالم بأسره كم أن إيمان خليف “امرأة شجاعة”، ونشرت صوراً لها وهي طفلة ترتدي ملابس الطفلات الصغيرات. وتحدثت عنها صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية قائلة إن خليف، وبناءً على رأي طبي، ليست “عابرة جنسياً”، ويجب احترام موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على مشاركتها باعتبارها أنثى.

 

وفي حوار مع الصحيفة، قال رئيس الجمعية الإيطالية للغدد الصماء إن هناك أشكال مرضية نادرة تسبب مشكلة في الكروموسومات، وإن خليف في هذه الحالة لديها نسبة مرتفعة من هرمون التستوستيرون، هرمون الذكورة.

 

الكثيرون تحدثوا عن عدالة مشاركة خليف في منافسات النساء لأنه لن يكون من العدل أن تشارك أمام ملاكمات أقل قوة، ولكن الكثيرين تحدثوا أيضاً عن مدى عدالة استبعاد ملاكمة ولدت أنثى بيولوجياً من المنافسات أمام النساء بسبب اختلالات هرمونية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.