اتقوا فراسة المؤمن

إعداد الدكتور عبد المنعم ابراهيم عامر.
عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله»
ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَـٰتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}
رواه الترمذي وابن جرير
وقال ابن جرير أيضاً بسنده:
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اتقوا فراسة المؤمن، فإن المؤمن ينظر بنور الله»
وعن طاوس بن كيسان عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«احذروا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله وبتوفيق الله»
وعن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم»
ورواه الحافظ أبو بكر البزار:
وقد سمَّى ابن القيم رحمه الله هذه الفراسة ” الفراسة الإيمانية ” ، وقال في بيان سببها ، وحقيقتها ، وأصلها :
” وسببها : نور يقذفه الله في قلب عبده ، يفرق به بين الحق والباطل ، والحالي والعاطل ، والصادق والكاذب .
وحقيقتها : أنها خاطر يهجم على القلب ، ينفي ما يضاده ، يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة ، … وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان ، فمن كان أقوى إيماناً : فهو أحدُّ فراسة ….
وأصل هذا النوع من الفراسة : من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده فيحيا القلب بذلك ، ويستنير ، فلا تكاد فراسته تخطىء ، قال الله : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ) الأنعام/ 122 ، كان ميْتا بالكفر والجهل فأحياه الله بالإيمان والعلم ، وجعل له بالقرآن والإيمان نوراً يستضيء به في الناس على قصد السبيل ، ويمشي به في الظلم ، والله أعلم “.
” مدارج السالكين ” ( 2 / 483 – 486 ) باختصار .
مركز ابوعائش الدعوى.