فلسطيناحدث الاخبار

اجتماع ميامي الرباعي يؤكد الالتزام الكامل بجميع بنود خطة ترامب لإنهاء حرب غزة

كتب – محمد السيد راشد

تشهد الساحة السياسية في الشرق الأوسط تطورات متسارعة مع استمرار المشاورات بين واشنطن وقطر ومصر وتركيا، في إطار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس. هذه الجهود تأتي لدفع المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، في وقت تتهم فيه الأطراف المشاركة إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، متذرعة بجثة أسير إسرائيلي ما زالت داخل القطاع.

مشاورات ميامي: التزام دولي بخطة السلام

عقب اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مدينة ميامي، صدر بيان مشترك يؤكد الالتزام الكامل بجميع بنود خطة ترامب للسلام في غزة، والدعوة إلى وفاء الأطراف بالتزاماتها. ويتكوف أوضح أن المرحلة الأولى حققت بعض التقدم، بما في ذلك توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، إعادة جثث الرهائن، والانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية. كما شدد على أن المرحلة الثانية ستتضمن إنشاء هيئة حاكمة موحدة في القطاع لحماية المدنيين وضمان الأمن العام، إلى جانب دعم إنشاء مجلس السلام كإدارة انتقالية.

الموقف التركي: انتهاكات إسرائيل تعرقل العملية

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكد أن الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار تجعل العملية أكثر صعوبة، لكنه أشار إلى أن النقاشات الأخيرة والتفاهمات التي تم التوصل إليها تبعث على الأمل. تركيا، التي تلعب دورًا بارزًا في الوساطة، شددت على ضرورة التزام جميع الأطراف بضبط النفس لضمان نجاح المرحلة الثانية.

الموقف المصري: رفض التهجير ودعم الإعمار

من جانبه، جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رفض بلاده لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشددًا على ضرورة البدء العاجل في إعادة إعمار قطاع غزة. وأكد أن مصر لعبت دورًا مؤثرًا في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وأنها تسعى لتفعيل خطة عربية-إسلامية لإعادة الإعمار خلال خمس سنوات بتكلفة تقدر بنحو 53 مليار دولار، دون المساس بحقوق الفلسطينيين أو تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي للأراضي المحتلة.

خلفية الخطة الأميركية

خطة ترامب التي أعلن عنها في سبتمبر الماضي تضمنت 20 بندًا، أبرزها وقف إطلاق النار، الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، نزع سلاح حركة حماس، انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وتشكيل حكومة تكنوقراط إلى جانب نشر قوة استقرار دولية. ورغم دخول المرحلة الأولى حيز التنفيذ في أكتوبر، فإن إسرائيل واصلت خروقاتها، ما أدى إلى تأخير الانتقال إلى المرحلة الثانية.

التحديات والآفاق المستقبلية

الاتفاق كان من المفترض أن ينهي حربًا استمرت لعامين وأسفرت عن مقتل أكثر من 71 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد على 171 ألفًا، لكن استمرار الخروقات الإسرائيلية والحصار المفروض على غزة يضع مستقبل الخطة على المحك. ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر الجاري لمناقشة سبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى