تقارير وتحقيقات

احذروا .. الكلمة سم قاتل أو عسل مصطفى

الكلمة الحلوة تجبر الخاطر وتزيد الثقة بالنفس

الكلمة السيئة كالرصاص تقتل مباهج الحياة

كتبت : هدير عبد المنعم

أساليب التواصل بين البشر والتعبير عن المشاعر متعددة ،ولكن أهمهم الكلمة، وقيل عن تأثير الكلمة الكثير فهو كالسحر وأحيانا كالرصاص ،ونحن هنا لنعرف هل صحيح إن للكلمة تأثير قوي في نفوس البشر ؟ هل تحدث تغيير ؟ أم هي مجرد مبالغات ؟  وهل من الممكن كلمة صغير وسط خضم كلامنا اليومي تُحفر بداخل أحدهم ؟ تحدثت ( وضوح ) مع البعض ليسردوا لنا ذكريات “كلمات” لا تُنسى ،ولنعرف منهم أهمية الكلمة عليهم وعلى المجتمع ككل.

الكلمة طوق نجاة

صورة تعبيرية ( تصوير اخرون )

قد تكون كلمة جميلة كالقشة تنقذ أحدهم من ظلام الحياة ،فصديقة “هاجر سعد 25 عاما” ،قالت لها “ابتسامتك حلوة” فأصبحت الكلمة سبب دائم في ابتسامة “هاجر” كلما تقل ثقتها بنفسها . وكلمة أخرى كالحجر الثقيل ،تروي “هاجر” إن مدرسة الرسم بالإعدادية قالت لها “انتي مبتعرفيش ترسمي” ومن يومها ولمدة عامين توقفت عن الرسم،ولكنها عادت مرة أخرى بشغف وتحدي أكبر وطورت من مستواها.

وأكدت هاجر إنها لا تتردد في قول كلام حلو لمن يستحقه ،وذلك لأنها تؤمن بالتأثير الإيجابي للكلمة الجيدة على المجتمع وقدرتها على تحويل حياة أشخاص.وأشارت أن كلمة جيدة يمكن أن تساعد إنسان ،وسردت موقف لفتاة مريضة بضمور العضلات وتمكن منها اليأس وكانت على وشك الانتحار،ولكن هاجر تحدثت معها وبثت بها الأمل ،فتغيرت وجهة نظر الفتاة ،ودائما ما تعبر لهاجر عن امتنانها قائلة”لولا كلامك أنا كنت هتدمر وكنت هبقي في حالة أسوء من كده”.

كلمة تسبب الاكتئاب

شروق مجدي 22 عاما، عانت من الاكتئاب لمدة شهر والسبب؟ أحدهم أتعب لسانه وعلق على جسدها ووصفها “بالتخينة” وأنها ترتدي ملابس ضيقة . بينما آخر قال لها أن عينيها وضحكتها جميلة فتحول يومها لأكثر بهجة. وأوضحت أن والدتها تقول إن الكلمة الحلوة تجبر الخاطر ،فبكلمة لطيفة يمكن أن تكون الحياة أفضل. وتابعت قائلة :” ياريت نحاول نقول كلام حلو لبعض كفاية حتى نبتسم في وش بعض”.

واختتمت أن الكلمة الجيدة لها مفعول السحر ،فسبب انتظامها بالصلاة كانت كلمة من أحدهم دون توبيخ ،فقط قال لها “وشك هينور” فانتظمت بالصلاة.

كلام كالرصاص وآخر كالسحر!

صورة تعبيرية ( تصوير اخرون )

وبعض الكلام رصاص أثره لا يمحى،تروي فاطمة الزهراء الجوهري 32 عاما ،أن والدة زوجها اتهمتها أنها السبب في موت ابنها الرضيع ،ورغم مرور الوقت وإنجاب فاطمة لتوأم إلا أن الكلمة مازالت تدوي بأذنيها .

وأوضحت أن الكلمة الجيدة ممكن أن تغير الفعل السيئ وتحقق مكاسب عديدة ،وأشارت أنها كانت دائمة الشجار مع والدة زوجها وزوجها ولكنها غيرت طريقها من الرد بهجوم وعداء إلى”الكلام الحلو” فكسبت ودهم،حتى أن والدة زوجها أثناء فترة حملها الثانية تولت طهي الطعام 4 أيام بالأسبوع،وزوجها ينظف الأواني.

الكلام الحلو يواجه ضغوط الحياة

قالت آيات فتحي 35 عاما ،أن كلمة لطيفة يمكن أن تعدل حالتها النفسية وتسعدها حتى لو بها هموم الدنيا،وعلى العكس كلمة سيئة تصيبها بالإحباط ،وأضافت أن الناس لم يعد لديها استعداد تستمع أو تقول “كلام حلو” بسبب ضغوط الحياة بالمجتمع ،بالرغم من أن “الكلام الحلو” له تأثير السحر .

وقد تزداد الثقة بالنفس بسبب كلمة ،وهذا ما حدث مع  أميرة طارق 20 عاما، عندما عبر أحدهم عن حبه لها في جميع حالاتها ،وعلى العكس شعرت أميرة بعدم الثقة بشكلها بسبب تعليق البعض أنها قصيرة جدا ،كما ترى أن الناس حاليا تحاول قول كلام لطيف وخصوصا فئة الشباب،واختتمت أن الكلام اللطيف هام ويحدث فارق بالحالة النفسية للناس ،فقد تكون الكلمة سبب لسعادة شخص ما.

وبناء على ما سبق عزيزي القارئ،احذر لسانك قد يكون به سم قاتل .. أو عسل مصفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.