المجتمعمصر

احنا في ازمة

الهروب من المدرسة ( الارشيف)
الهروب من المدرسة ( الارشيف)
أزمة تعليم شفتها بعيني لما بقيت واحد من ضمن منظومة بيشتكوا من فسادها , وتعرضها لأزمة . ومحور الازمة الرئيسي ان الكل بيرمي أسبابها علي غيره , ومتخيل إنه كده صح , وإنه خارج نطاق المسؤلين .
– فمشكلة الدروس الخصوصية , مش مشكلة مدرس فقط ، وانما مشكلة منظومة كاملة , ولي أمر أقنع ابنه ان المدرسة ملهاش فايدة , وإن المستقبل في الدرس , ومدرس بطل يشرح جوة الفصل علشان يضغط علي الطلبة ياخدوا معاه درس خصوصي , وطالب اتبرمج من صغره علي ان الفصل واجب قومي يحضر جواه مش مكان أبدا لتلقي الدرس , ووزاره عملت درجات أعمال السنة سكينه في إيد المدرس علي رقبة الطالب وأسرته ( يا الدفع يا الدبح ) .
– مأساة الأنشطة اللي هي جزء لا يتجزأ من منظومة التعليم , أقنعنا الطالب إنها غير مضافه للمجموع فبدأ ينساها , وبدأ أولياء الأمور يبعدوا ولادهم عنها بحجة انها بتعطلهم عن المذاكرة , بالرغم من إن فيه مليون حاجة بتلهي الولاد وإن الأشنطة لو استغلت صح هتنمي عندهم حاجات كتير جدا غايبة عن نظرهم , وهتفتح بيبان أمل إن فيه هوايات يقدروا يخرجوا فيها طاقتهم , ويستفيدوا , ويستغلوها كمان للمذاكرة.
-ازمة عجز المدرسين , اللي سببها في الأصل سوء توزيعهم , ليس إلا , ومحاولة تعديل الأوضاع بتقابل بالرفض من المدرسين لأسباب بسيطة جدا وهي إن الكل اتعود علي وضع معين أنا شيفاه وضع الدلع , ومبقاش عنده استعداد لنبرة تغيير أوضاع أو تعديل أوضاع لتصحيح مسار , والنفع هيعود علي العملية التعليمية , ونبدأ في دوشة , رفض تنفيذ النشرات , ورفض الخروج من الأماكن المقدسة اللي اتعودوا عليها , في نفس الوقت , مش هاكون منصفة للمسؤلين علي التوزيع لإن فيه أخطاء كتير بإن يكون بيني وبين مدرستي مسافات كبيرة بالرغم من ان اولاد البلد ذاتها بعيد عنها .. الأمر اللي بيوصلنا لوجود ثغرات تفتح علينا أبواب الرفض للتنفيذ , والرفض بيكون مسبب .
-أزمة أخرى وهي عدم قناعه بعض أولياء الأمور ببعض طرق التدريس كالقرائية كونها طريقه جديدة , وهناك خوف من الجديد بشكل مستمر , ولكن وبالنظر إلي نتائجها عمليا نجد أنها أتت ثمارها بشكل مرض الأمر الذي يدفعنا للتجربة , والسير وراء اهل العلم قبل إصدار الأحكام . 
مأساة أخري , تكمن في اعتياد الطالب علي انه لا شئ مفيد , لا شئ مهم , لا شئ يجب ان يتم كما تتوقعون أنتم .. اكثر ما يشغلهم , أن ينتهي اليوم الدراسي , كذلك بعض العاملين بالمجال , من معلمين وغيرهم بات أكثر ما يهمهم أن ينتهي اليوم , من غير تفكير في انجازات اليوم كانت إيه , ورجعت بالفايدة علي ولادنا ولا لا .
مشاكل كتير سببها احنا , احنا خلقناها , وكبرناها , وبنكبرها بسكوتنا عليها .. ازمة التعليم في مصر مشكلة مبتتمثلش في وزير , أو مدير إدارة أو مدير مرحلة , أو مدير قطاع أو حتي مدير مدرسة أو مدرس.  الأزمة كبيرة ومحاورها كل اللي بيتعامل مع المنظومة , بداية من الطالب وصولا لرئيس دولة .. والحل كمان في ايد الكل , مفيش حلول في إيد شخص واحد .
الكلام اللي عدي ده كله مجرد أمثلة , مش كل الكلام , مجرد ظواهر بتشغل بال قطاع كبير من اللي حوالينا . ومش هينفع يستني مجرد كلام , محتاجين ناخده نقطة نقطة , ونتكلم عنه بالتفصيل .. وده هيكون محور اهتمامي في الأسابيع القادمة … لنا لقاء .. 

تكتبه : هبة الله إبراهيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.