اختتام مفاوضات جنيف بشأن السودان.. والتزام الطرفين بإعلان جدة وحماية المدنيين
كتبت : د.هيام الإبس
اختتمت الوفود الدولية فى سويسرا، أمس الجمعة 23 أغسطس 2024، محادثاتها بشأن السودان، وذلك بحضور وفد من الدعم السريع وغياب والحكومة السودانية القائمة فى بورتسودان، والجيش السودانى الذى رفض الحضور إلى المباحثات.
الوفود الدولية المكونة من سويسرا والمملكة العربية السعودية اللتان تستضيفان المباحثات، والولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المبادرة، ودولة الإمارات العربية ومصر والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى أصدرت بيانًا قالت فيه، إنها قد حصلت على ضمانات من الجيش السودانى والدعم السريع لتوفير ممرين إنسانيين آمنين لدخول الإغاثة.
الممر الأول عبر الحدود الغربية للبلاد من تشاد عبر معبر أدرى، وآخر عبر مدينة الدبة شمال البلاد.
وحث البيان الأطراف السودانية على إبقاء هذه الممرات آمنة، وتأمينها لدخول المساعدات الإنسانية.
مجموعة الانحياز لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام
وأسمى البيان المجموعة التى اجتمعت فى سويسرا بـ”مجموعة الانحياز لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام فى السودان”، وقال إنها قامت بتأمين إعادة فتح وتوسيع طرق الوصول الإنسانية الحيوية، وتلقت التزامات لتحسين حماية المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، كما تم وضع إطار لضمان الالتزام بإعلان جدة وأى اتفاقيات مستقبلية بين الأطراف المتحاربة فى السودان.
وقال البيان إن قوات الدعم السريع قبلت بنظام إخطار مبسط لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وشجع القوات المسلحة السودانية على اتخاذ إجراءات بشأن مقترحات مماثلة.
وطالب الطرفين بإجراءات فورية تجاه تنفيذ إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين فى السودان، وقرارات الأمم المتحدة، والبيان الأخير لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى.
وكشف عن حصولهم على التزام من قوات الدعم السريع، بإصدار توجيهات قيادية لجميع المقاتلين فى جميع صفوفهم بالامتناع عن ارتكاب الانتهاكات، بما فى ذلك العنف ضد النساء أو الأطفال، واستخدام التجويع أو نقاط التفتيش للاستغلال، والهجمات على العمليات الإنسانية والمرافق الأساسية، والحقول الزراعية والمزارعين والعمليات المتعلقة بالحصاد.
وتأسفت مجموعة الانحياز لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان على عدم حضور القوات المسلحة إلى سويسرا، وعبرت عن تقديرها لإرسال قوات الدعم السريع وفداً رفيع المستوى إلى المحادثات، قائلة إن ذلك حد من قدرتها على إحراز مزيد من التقدم فى القضايا الرئيسية، لا سيما وقف الأعمال العدائية.
وأوضحت المجموعة أنها منفتحة أمام انضمام الطرفين إلى الجولات المستقبلية من المحادثات. ومضى البيان بالقول: “لا نزال ملتزمين بالاستجابة لنداء شعب السودان للسعي إلى وقف شامل للأعمال العدائية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى كل ولاية فى جميع أنحاء البلاد، والتفاوض على وقف فورى للأعمال العدائية فى مناطق مثل الفاشر والخرطوم وسنار”.
وكانت السلطات السودانية قد قاطعت الاجتماعات فى سويسرا عقب اجتماع مع الولايات المتحدة الأمريكية فى جدة، حيث قالت إن المبعوث الأمريكى لم يقدم أى مبررات لإنشاء منبر جديد، مطالبة بتنفيذ إعلان جدة الموقع عليه فى مايو 2023 مع قوات الدعم السريع.
استمرار القصف العنيف
على الرغم من إعلان محادثات سويسرا حصولهم على التزام من الدعم السريع بإصدار توجيهات قيادية للمقاتلين فى صفوفهم بالامتناع عن ارتكاب الانتهاكات، استمر القصف العنيف لهذه القوات على مدينة أم درمان، مسفراً عن إصابة ومقتل عدد من المواطنين.
وأسفر قصف الدعم السريع، أمس الجمعة ، عن مقتل أربعة من المدنيين وإصابة اثنين آخرين، وقصفت قوات الدعم السريع أحياء الثورة بمحلية كررى فى مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم.
موجة القصف المستمرة هى الأعنف من نوعها على أم درمان
وتعتبر موجة القصف المستمرة منذ أيام على أم درمان هى الأعنف من نوعها، بعد هدوء لم يدم طويلاً فى المدينة التى تشكل العاصمة القومية رفقة الخرطوم والخرطوم بحرى.
وعلى الرغم من القصف المستمر، إلا أن مواطنين يقولون إن الحياة بدأت تعود بشكل تدريجى إلى أم درمان، والتى خلت بشكل كبير من السكان فى وقت سابق.
وتسيطر القوات المسلحة السودانية على محلية كررى، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على مناطق واسعة فى مدينة أم درمان، على الرغم من التقدم المطرد للجيش فى مناطق سيطرة هذه القوات.