شكلت القرارات الأخيرة لمجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، نقطة انعطاف جديدة في تاريخ الجماعة باتجاه الملفات الداخلية على حساب الملفات الخارجية، ودشنت مرحلة جديدة من الابتعاد عن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان.
التعديل الجديد بإلغاء تعريف جماعة الإخوان المسلمين على أنها جماعة إسلامية شاملة وجزء من جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، جاء ضمن جملة تعديلات على القانون الأساسي للجماعة عام 1945 والمقترحة منذ عامين من المكتب التنفيذي، انبثقت عن مجلس شورى الجماعة الذي أبقى بالإجماع على أن جماعة الإخوان جماعة أردنية محضة.
ووفقا لتقرير بثته قناة ” الجزيرة” من عمان ، شملت التعديلات إلغاء شرط دفع الاشتراكات للأعضاء بغية المشاركة في صنع الانتخابات الداخلية، والتي يفترض أن تجري مطلع أبريل المقبل لإفراز قيادة جديدة للجماعة لمدة أربع سنوات مقبلة.
وقلل الناطق الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن بادي الرفايعة من تعديل تعريف الجماعة في القانون الأساسي، واصفا إياه بأنه ‘مسألة شكلية’ لن تؤثر بحال على علاقة الجماعة بالدولة، لكون الخلاف معها مرده خلاف سياسي ضمن سياق عام تشهده المنطقة والأردن.
وأشار الرفايعة إلى أن تصعيد الخلاف أو تهدئته ناجم عن الخلاف بين الأنظمة وبين جماعات الإخوان المسلمين سياسيا وليس قانونيا، ولن يكون التعديل الجديد ذا قيمة بالنسبة للحكومات، مؤكدا استمرار تنسيق الجماعة في الأردن مع جميع الحركات الإسلامية في الدول العربية -بما فيها مصر- خدمة لقضايا الإسلام والأمة.
واوضح نائب المراقب العام للجماعة زكي بن أرشيد في تصريحات لوسائل الاعلام أن التعديلات على اللائحة الداخلية والتي اقرها مجلس الشورى للجماعة كانت مطروحة منذ فترة طويلة ..
وأوضح بن أرشيد أن التعديلات التي أجرها المجلس تهدف لضخ دماء جديدة في شرايين الجماعة وجعلها أكثر حيوية في التعامل مع المشهد السياسي الراهن ، لافتا أن التعديلات شملت بنودا لها علاقة بتوسيع قاعدة المشاركة في الانتخابات الداخلية توسيع دائرة المشاركة في الانتخابات الداخلية القادمة ، ومنها إلغاء شرط دفع الاشتراك للمنتخب ليشارك كافّة أعضاء الجماعة في فرز قيادتها القادمة. بحسب تعبيره .
وقال الكاتب والمحلل الصحفي في جريدة ‘الدستور’ عمر كلاب إن ‘إلغاء الجماعة لتبعيتها مع القاهرة خطوة في الاتجاه الصحيح تطلبتها الحالة الداخلية للجماعة التي تعاني أساسا من وجهات نظر متباينة حول الموضوع’.
وتستعد جماعة الإخوان المسلمين الأم في الأردن خلال أبريل المقبل لانتخابات جديدة ستفرز مجلس شورى جديدا، سيفرز بدوره مكتبا تنفيذيا جديدا ومراقبا عاما للجماعة خلفا لهمام سعيد بعدما أنهى دورتين متتاليتين.
وتعاني جماعة الإخوان بالأردن حاليا من أزمة داخلية لقيام أعضاء مفصولين بتأسيس جمعية جديدة أطلقوا عليها ‘جمعية الإخوان المسلمين’ اعترفت بها الحكومة، مما نشأ عنه خلاف قانوني على المقرات والممتلكات، كانت آخر حلقته إغلاق مقر الجماعة الأم في مدينة العقبة بالشمع الأحمر بسبب النزاع القانوني المستمر.