ارتفاع ضحايا مجزرة مخيم النصيرات الى 274 شهيدًا ونحو 700 جريح
جنود الاحتلال الذين ارتكبوا مجزرة النصيرات تنكروا بهيئة نازحين واستخدموا سيارتين مدنيتين
كتب – هاني حسبو
ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم النصيرات إلى 274 شهيدًا ونحو 700 جريح، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن بين الشهداء 64 طفلا و57 امرأة، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال استخدم سيارتين مدنيتين في ارتكاب مجزرة النصيرات.
وبلغ عدد الإصابات 698 مصاباً بينهم 153 طفلاً و161 امرأة و54 مسناً، والباقي من المدنيين الذين كانوا يتواجدون في سوق النصيرات ومحيطه وفي المنازل المجاورة.
وأكد أن جنود الاحتلال الذين شاركوا في مجزرة النصيرات تنكروا بهيئة نازحين، وأن الاحتلال قصف 89 منزلا ومبنى سكنيا مأهولا بالسكان خلال ارتكاب المجزرة.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ، أوضح المكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم في مجزرة النصيرات سيارتين مدنيتين، الأولى سيارة مدنية صغيرة، والثانية سيارة نقل تحمل أغراض وفراش ومساعدات، وقد بدا ذلك واضحاً في مقاطع الفيديو التي تداولتها وسائل الإعلام، إضافة إلى أن الجنود المشاركين في المجزرة تقمّصوا شخصيات وكأنهم نازحون ويلبسون ملابس مدنية، في إطار التخطيط لارتكاب مجزرة مروّعة ضد المدنيين والأطفال والنساء، وهذا الأمر تكرر في مرات سابقة عندما ارتكب الاحتلال مجزرة قبل شهور في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات، عندما اقتحم جيش الاحتلال المخيم الجديد بلباس مدني في سيارات إسعاف عليها إشارات طبية وصحية، وهذا الأسلوب الإجرامي يخالف تماماً كل القوانين الدولية التي تُجرّم هذه الأساليب، حيث قتل جيش الاحتلال حينذاك أكثر من 14 شهيداً في الجريمة السابقة بالمخيم الجديد.
وفي وقت سابق، قالت منظمات حقوق إنسان فلسطينية في بيان لها إن قوات الاحتلال شنت هجوما واسعا عبر البر والجو على مخيم النصيرات وعموم وسط قطاع غزة، استمر 75 دقيقة، في توظيف هائل للقوة النارية المميتة في وسط منطقة مكتظة بالسكان والنازحين ودون اعتبار وقيمة لما يمكن أن يطالهم، خلال تنفيذها “عملية عسكرية” خاصة لتخليص 4 من محتجزيها.
ووفق البيان تسللت قوة إسرائيلية خاصة عبر مركبتين مدنيتين إحداهما من نوع كادي والأخرى شاحنة كبيرة الحجم، إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. داهمت تلك القوات منزلين، في بلوك 5 بالمخيم. بعد قليل بدأت قوات الاحتلال هجومًا بريًّا بعدد كبير من الدبابات في المخيم من ثلاثة محاور؛ محطة أبو عاصي جنوب شرق، ومنطقة جسر الوادي شمال شرق المخيم، ومنطقة المغراقة والمخيم الجديد شمال المخيم.
وأضاف البيان: بالتزامن مع ذلك قصف طيران الاحتلال 5 منازل بشكل مباشر فوق رؤوس ساكنيها في المخيم مع شن غارات مكثفة وأحزمة نارية في بلوك 5 ومنطقة الحساينة والمخيم الجديد.
وجاء تسلل قوات الاحتلال والقصف المكثف بالتزامن مع ساعة الذروة في سوق مخيم النصيرات حيث كان الآلاف يتسوقون في أول أيام الأسبوع، علمًا أن النصيرات لجأ إليها إضافة إلى سكانها عشرات آلاف النازحين من شرق المحافظة الوسطى ومن رفح.
كما شن طيران الاحتلال عدة غارات وقصف عدة منازل في دير البلح وسط قطاع غزة بالتزامن مع الحدث في النصيرات.
توثيق جرائم الإحتلال
وقالت المنظمات: واجهت طواقم الإسعاف والإنقاذ صعوبات بالغة في نقل الضحايا الذين تقطعت أشلاء العديد منهم، وبعضهم قطعت رؤوسهم جراء القصف.
وذكرت أن طواقمها لا تزال تعمل على توثيق مجمل الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال هجومها البري، بما فيها ظروف استشهاد العدد الكبير من الضحايا وحصر أعداد الأطفال والنساء منهم، وكذلك المنازل التي دمرت على رؤوس ساكنيها. ووفق المعلومات الأولية فإن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المدنيين والمدنيات وقد قتلوا تحت أنقاض منازلهم أو وهم في الشوارع وبعضهم خلال محاولتهم الفرار بعد اكتشاف القوات الإسرائيلية.
وأكدت المنظمات :المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، مركز الميزان لحقوق الإنسان، ومؤسسة الحق أن هذه العملية نموذج لانتهاك قوات الاحتلال مبدأ التناسب والضرورة، وتعبير صارخ عن استهانتها بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين، بالنظر إلى سياستها المتبعة حتى الآن باستباحة المدنيين/ات، وتحويلهم إلى أهداف مشروعة في إطار الانتقام والضغط السياسي، وضمن جريمة الإبادة الجماعية.
وحذرت شركاء إسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية، سواء بدعمهم العسكري والسياسي غير المحدود لدولة الاحتلال أو بصمتهم، وتطالبهم بالوفاء بالتزاماتهم القانونية قبل فوات الأوان، وتطالبهم باتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين/ات الفلسطينيين/ات ووقف عمليات القتل الجماعي ومنع استكمال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة التي دخلت شهرها التاسع.