أراء وقراءات

ارحموا الرجالة..!

بقلم / إيمان أبوالليل

.

رميت بقلمي على الورق لأرسم ماهية الحب، وقررت أن أسبح في نهر الحب الأفلاطوني، ولكن حدث ما عكر صفو مزاج حبر قلمي، وتغيرت الدفة من (ماهية الحب) إلى (ارحموا الرجالة).

وشتان بين الحالتين، وانقلب الحال من الهدوء الحالم، إلى الصرخة المزمجرة.

شكت إحداهن لي من الفتور العاطفي بينها وبين زوجها، فسألتها عن أي فتور تتحدثين؟

فقالت: زوجي أصبح كالتمثال، وكثيرا أشك بأنه لا يراني أصلا، والبيت أصبح (فندقا) للأكل والمبيت فقط.

لا علاقة له بما يخص الأبناء، ولا يهتم بي، وكأنه تائها في حياة أخرى لا أعلم عنها شيئ.

.. تركت لصديقتي حرية الإسترسال لتفرغ ما بداخلها من ضيق وربما وساوس وشك في زوجها.

فسألتها: وهل تحدثتي معه؟

وقبل أن تجيب، قلت لها لا تخبريني، وسأجيبك أنا بما قال لك.

بالتأكيد سخر منك واعتبر أنك فارغة وتتحدثين في تفاهات.

فانتفضت وقالت نعم هذا ما قال.

فطلبت منها أن تسمعني بهدوء..

وقلت لها: أعلم بأنك تشعرين بإهانة شديدة لإهماله لك، وهذا حق لك عليه.

وأعلم بأن الشيطان وسوس إليك وجعل أفكارك تجاه زوجك مسمومة وتخيلتي أنه مشغول بامرأة أخرى.

لكن الحقيقة ليست كذلك..

زوجك الٱن في حيرة وتائه بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، ويشعر بالغرق في كيفية تدبير الإحتياجات حسب المتاح معه.

فهو الرجل القيم عليك وعلى أبنائك وعلى متطلبات بيتك.

فمن الصعب أن يشعر الرجل بأنه غير قادر على توفير الإستقرار لبيته.

فكما تشعرين أنت بإهانة أنوثتك لإهماله لك، هو أيضا يتمزق من إحساسه بأنه مطعون في رجولته لإحساسه بالعجز إن لم يستطع تلبية احتياجات بيتك.

لهذا لا تتركي الوساوس الشيطانية تنسيك بأن الله خلقك لٱدم عندما شعر بالوحدة.

تقربي بهدوء منه وتحدثي معه، اجعليه يشعر بأنك شريك الحياة ورفيقة الدرب، ربما ينقلب الصمت إلى حوار بناء.

فليس كل صمت للزوج يعني بأنه خائن.. ارحموا الرجالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.