استمراراً لجرائمه الوحشية…. الاحتلال بدشّن أساليب قتل جديدة “محرقة الخيام”

متابعة/ هاني حسبو.
منذ ليل الأربعاء – الخميس، بدأ جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استعراض أدوات قتل جديدة، وكأنّ السلاح الذي استخدمه طوال 18 شهراً من الحرب لم يكن كافياً لتحقيق الحصيلة المرجوّة من الضحايا الفلسطينيين. «حفلة الشواء» البشري افتُتحت مع ساعات المساء الأولى، باستهداف عدد من الخيام المكتظّة بالنازحين من عائلة أبو الروس في المنطقة الإنسانية في مواصي خانيونس، حيث شنّ الاحتلال هجوماً بطائرات انتحارية من نوع جديد، ما أدّى إلى اشتعال النيران في أجساد نحو عشرين نازحاً.
ووسط الظلام الحالك، تحوّلت النيران إلى بقعة الضوء الوحيدة في غابة الخيام الكثيفة والمظلمة. وبينما تجمّع المئات من النازحين لمحاولة إنقاذ المصابين وإخماد النيران، كانت ألسنة اللهب تلتهم عظام شهداء، أمضى ذووهم ساعات طويلة في محاولات التعرّف إلى هوياتهم. ولم تكن مجزرة عائلة أبو الروس سوى البداية، إذ تكرّرت المشاهد ذاتها عندما استهدفت طائرة انتحارية أخرى خيمة عائلة العطل في حي الرزان في مشروع بيت لاهيا شمال غزة، ما أدّى إلى احتراق أسرة كاملة مؤلّفة من الأب والأم وأربعة أطفال.
ولم تكد جثامين الشهداء تصل إلى مستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، حتى أغارت طائرة انتحارية أخرى على خيمة لعائلة عسلية في جباليا البلد شمال شرق مدينة غزة، ما أدّى إلى استشهاد عائلة كاملة مكوّنة من سبعة أفراد، بينهم خمسة أطفال مع والديهم. ومع انبلاج صباح أمس، استيقظ سكان مخيم جباليا على مجزرة جديدة استهدفت مركز إيواء مدرسة الأيوبية التابعة لـ«وكالة الغوث»، حيث قصفت طائرة انتحارية غرفة صفّية، ما أدّى إلى استشهاد ستة نازحين وإصابة العشرات.
في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية شنّ غارات مكثّفة، فاستهدفت منزلاً لعائلة النجار في جباليا البلد، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين. كما قصفت حمّاماً زراعياً في مدينة خانيونس جنوب القطاع، ما أدّى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين. وسُجّل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تصعيد ميداني لافت، إذ ضاعفت مدفعية الاحتلال من استهداف الأحياء الشرقية لمدينة غزة، خاصةً في أحياء التفاح والشجاعية والشعف وبيت حانون.
كما تعرّضت مناطق شمال غرب غزة لقصف من البوارج البحرية وإطلاق نار كثيف من الآليات المتمركزة في منطقة دوغيت. فيما تتواصل مأساة الآلاف من المحاصرين في مدينة رفح جنوب القطاع، الذين تغيب أخبارهم عن وسائل الإعلام. وأفاد شهود عيان «الأخبار» بأنّ جيش الاحتلال يتعمّد إعدام كل من يتحرك في المدينة، ويمنع سيارات الإسعاف من الوصول لانتشال المصابين.
وفي موازاة ذلك، وصفت «منظمة الصحة العالمية» الأوضاع في قطاع غزة، بأنها «مقبرة جماعية»، مؤكّدة أن «إسرائيل تستهدف خيام النازحين بشكل ممنهج»، وأنه «لا يوجد مكان آمن في غزة»، معربة عن عجزها عن إدخال معدات ومستلزمات طبية بسبب القيود “الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن “معدّلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة”.