استمرار حرب الإبادة المنسية فى السودان وأمريكا تقلق وتكتفي بتقديم مساعدات إغاثية
الشعب السودان ضحية للحرب بين (الفلول والكيزان) وبين ( الجنجويد )
كتب – د. هيام الإبس
يشهد السودان منذ أكثر من عام، حرب إبادة لم يعرفها فى تاريخه، ولأول مرة فى التاريخ تكون الحرب ضداً على إرادة الشعب السودانى.
هى حرب مفروضة من الحكام أنفسهم: الجيش (الفلول والكيزان)، والجنجويد الموصوم بجرائم الحرب فى دارفور، واقتراف جرائم النهب والاغتصاب.
فإن ما يجرى فى السودان جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وحرب إبادة لا تقل فى طبيعتها المأساوية عما يجرى فى غزة، والضفة الغربية.
مأساة إنسانية مروعة
فالحرب فى السودان تحولت إلى مأساة إنسانية مروعة، لا تقل عن مأساة شعب غزة إن لم تزيد، فالقتال على أشده فى الخرطوم ودارفور وأجزاء من كردفان، وأكد منسق الشؤون الإنسانية فى الأمم المتحدة “مارتن جريفيث”، أن هناك نحو 25 مليون شخص يواجهون المجاعة، وفى حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، لكنهم لم يتمكنوا من تقديم الدعم سوى لـ 4,1 مليون ما ساعدهم فقط للبقاء على قيد الحياة ، فضحايا المعارك بلغ قرابة 10آلاف و400 قتيل حتى منتصف نوفمبر الماضى، لكن هناك من لم يتم حصره بسبب المعارك، كما هاجر أكثر من 12 مليون نسمة إلى الداخل وإلى دول الجوار “مصر، تشاد، أفريقيا الوسطى، و جنوب السودان”. وأكدت مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة فى السودان “كليمنتين نكويتا سلامى” “لا نزال نتلقى تقارير مروعة دون انقطاع عن العنف الجنسى، وعلى أساس النوع، وحالات اختفاء قسرى، واحتجاز تعسفى، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والأطفال”،فإن الاتساع الراهن فى نطاق الحرب والتصفيات العرقية يضاعف من هذه الأعداد.
قلق امريكي ومساعدات بقيمة 203 ملايين دولار
من جانبها،أعربت الولايات المتحدة، الخميس الماضى، عن قلقها العميق إزاء الصراع المستعر في السودان منذ 15 أبريل 2023، مشيرة إلى أنها “بشكل لا لبس فيه” الضالعين في هذه الحرب التى أثارت مخاوف من خطر وقوع مجاعة، معلنةً عن مساعدات إضافية بقيمة 203 ملايين دولار.
وذكرت تقارير صحفية، أن منسق مجلس الأمن القومى للاتصالات الاستراتيجية فى البيت الأبيض جون كيربى، أكد إن “أكثر من 25 مليون شخص يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائى، كما تواجه البلاد كلها تقريباً أعمال عنف”.
ودعا كيربى المقاتلين إلى “وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء” و”السماح بوصول المساعدات الإنسانية”.
فمنذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى” فى 7 أكتوبر 2023″، وهجمات القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، سحبت الاهتمام من الحرب الأهلية بين قوات الجيش السودانى وميليشيات الدعم السريع، وتلك طبيعة تعاقب الحروب، فقد سبق أن اجتذب نشوب الحرب السودانية منتصف ابريل 2023، اهتمام الإعلام الدولى من الحرب الروسية الأوكرانية التى كانت قد اشتعلت فى فبراير 2022م، فالناس عادة ما تنصرف عما اعتادت متابعته من نزيف دماء، لأنه يتحول بمرور الزمن إلى روتين يومى، مهما تضمن من تجاوزات انسانية.
