أخبار العالماحدث الاخبار

استنفار أمني في بريطانيا لحماية المسلمين والمهاجرين من اليمين المتطرف

كتب – محمد السيد راشد 

أصدرت شرطة العاصمة البريطانية ميتروبوليتان اليوم الأربعاء 7 آب/أغسطس 2024 تحذيراً صارماً للمشاغبين وسط مخاوف من اضطرابات محتملة في لندن ومدن أخرى بالمملكة المتحدة.

وأكدت شرطة العاصمة أنها ستستخدم جميع السلطات والتكتيكات والأدوات المتاحة لحماية لندن ،وسط مخاوف من استهداف عناصر اليمين المتطرف للعاصمة وأجزاء أخرى من المملكة المتحدة في سعيهم نحو المزيد من ضبط الأمن.

 

نشر الجيش الدائم في الشوارع 

الحكومة البريطانية تشكل ما أسمته “الجيش الدائم” وهو وحدة تضم ستة آلاف شرطي متخصصين للتصدي لأي أعمال عنف سيجري نشرهم بما يكفي للتعامل مع أي اضطرابات.

يسيطر التوتر على بريطانيا مع اتساع نطاق الفوضى وتعهد جماعات يمينية متطرفة باستهداف مراكز لجوء ومكاتب محاماة معنية بقضايا الهجرة في شتى أنحاء البلاد، مما دفع مناهضين للفاشية إلى التخطيط لمظاهرات مضادة.

وبسبب ذالك ، تتأهب الشرطة البريطانية لمزيد من أعمال الشغب المناهضة للمسلمين اليوم الأربعاء.

ونشر  أشخاص لديهم عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، إرشادات الشرطة عبر حساباتهم وتحذيرات وهناك أيضا مجموعة محلية على تطبيق واتساب توضح المناطق التي يجب تجنبه

وأعلنت  منظمة ‘أسيلم لينك ميرسيسايد’ التي تدعم طالبي اللجوء واللاجئين في ليفربول، إن مبناها مغلق ولن يقبل أي وافدين، مضيفة “يعمل موظفونا في الوقت الراهن على تأمين المبنى”.

رئيس الوزراء يحذر المتطرفين

وحذر رئيس الوزراء كير ستارمر مثيري الشغب من أنهم سيواجهون فترات سجن طويلة في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عاما. وشغل ستارمر من قبل منصب المدعي العام ويواجه الآن أول أزمة منذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الرابع من يوليو/تموز. وقال لوسائل الإعلام “واجبنا الأول هو ضمان سلامة مجتمعاتنا”.

وحسب ميديل ايست قال رئيس الوزراء  “ستكون آمنة. نحن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استجابة الشرطة حيثما تكون هناك حاجة لها وتوفير الدعم في الأماكن التي تحتاج إليه”.

وشهدت مدن وبلدات اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من أفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها “أخرجوهم” و”أوقفوا القوارب” في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.

كما رشقوا مساجد بالحجارة، مما أثار الرعب بين السكان وخاصة من ينتمون لأقليات عرقية ودينية إذ شعروا بأنهم مستهدفون بالعنف.

مشاهد مروعة تثير حالة خوف عند المسلمين 

استنفار أمني في بريطانيا لحماية المسلمين والمهاجرين من اليمين المتطرف 2
عمدة لندن صادق خان اعلم أن المشاهد مروعة

وصرح رئيس بلدية لندن صادق خان “أعلم أن المشاهد المروعة تركت العديد من المسلمين والأقليات العرقية في حالة خوف وذعر، لذلك أحث سكان لندن على الاطمئنان على أحوال أصدقائهم وجيرانهم وإظهار الرعاية والتعاطف التي يتسم بها سكان لندن.”

وذكرت رسائل على الإنترنت أن مراكز الهجرة ومكاتب المحاماة التي تساعد المهاجرين سوف تتعرض لهجمات اليوم الأربعاء وجاء في إحدى الرسائل “مساء الأربعاء يا شباب. لن يتوقفوا عن القدوم حتى نخبرهم بذلك”.

وردا على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد.

وذكر منشور تعليقا على احتجاج مزمع لمجموعة من المتطرفين اليمينيين في برايتون، وهي مدينة ساحلية في جنوب المملكة المتحدة “يحاول حثالة عنصريون استهداف مكتب محاماة متخصص في الهجرة لكننا لن نسمح بحدوث ذلك. ضعوا أغطية الوجه والكمامات”.

أسوأ موجات الاضطرابات العنيفة

استنفار أمني في بريطانيا لحماية المسلمين والمهاجرين من اليمين المتطرف 3

وقال نائب مساعد مفوض الشرطة آندي فالانتين المسؤول عن عمليات الشرطة في لندن إن “البلاد تواجه واحدة من أسوأ موجات الاضطرابات العنيفة منذ العقد الماضي”، مضيفا “لن نتهاون مع هذه الأعمال في شوارعنا. وسنستخدم كافة الصلاحيات والإجراءات والأساليب المتاحة لدينا لمنع المزيد من مشاهد الفوضى”.

وقال ستيفن باركنسون رئيس الادعاء العام إن أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما شاركوا في أعمال العنف، مضيفا “قد يواجهون عواقب أفعالهم مدى الحياة”.

وتوعد ستارمر بمحاسبة مرتكبي أعمال الشغب ونهب المتاجر وحرق السيارات. وقال إنه جرى اعتقال ما يربو على 400 شخص وتوجيه اتهامات رسمية لمئة منهم، مضيفا أنه من المتوقع بدء إصدار أحكام بحقهم قريبا.

هذا وسجون بريطانيا بالفعل تواجه أزمة اكتظاظ بالمساجين إذ أعلنت حكومة ستارمر الجديدة الشهر الماضي عن خطط للإفراج عن المزيد من السجناء قبل موعد إطلاق سراحهم المقرر في مسعى لتخفيف الضغط على منظومة السجون.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.