اشتباكات دامية على الحدود السودانية الليبية

كتبت: د. هيام الإبس
اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة يوم الجمعة 6 يونيو، في منطقة جبل العوينات الواقعة جنوب شرق مدينة الكفرة، على الحدود الليبية السودانية، بين القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، وقوة من الجيش الليبي. وأسفرت المواجهات عن سقوط قتلى وأسرى من الجانبين، في تصعيد يعكس التوتر المتنامي في المناطق الحدودية.
تحرك ليبي يثير التوتر
وأفادت منصات إعلامية موالية للقوة المشتركة أن كتيبة “سبل السلام”، التابعة لرئاسة أركان القوات البرية الليبية والموالية للمشير خليفة حفتر، تحركت وتمركزت في منفذ العوينات البري نهاية الأسبوع الماضي، في خطوة وصفت بأنها تهدف لتهريب أسلحة إلى قوات الدعم السريع، ما تسبب في تأجيج التوتر الأمني والعسكري بالمنطقة.
توغل ليبي ورد عسكري سوداني
وأكد مصدر عسكري تابع للقوة المشتركة أن قوات ليبية توغلت داخل الأراضي السودانية مسافة تتجاوز ثلاثة كيلومترات قرب جبل العوينات، ما استدعى تدخلاً فورياً لصد التقدم. وأشار إلى سقوط قتلى في صفوف الجانبين وأسر جندي من القوة المشتركة، دون تقديم مزيد من التفاصيل، بحسب ما نقلته منصة دارفور24.
إغلاق الحدود وتعقيد الوضع الإنساني
التصعيد الحالي يأتي في أعقاب قرار السلطات الليبية قبل نحو شهر بإغلاق الحدود البرية مع السودان، على خلفية حادثة اختطاف ثلاثة مواطنين ليبيين. وقد شمل الإغلاق وقف دخول اللاجئين السودانيين ومنع حركة الشاحنات التجارية، مما فاقم الأزمة الإنسانية في المناطق الحدودية.
وتنشط القوة المشتركة، المتحالفة مع الجيش السوداني، في صحراء شمال البلاد، حيث تعمل على إغلاق مسارات إمداد قوات الدعم السريع، وساهمت في تأمين مدينة الفاشر، وشاركت في العمليات العسكرية بكل من الخرطوم وولاية الجزيرة.
ملامح تشكيل حكومي مرتقب برئاسة كامل إدريس

بدأ رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة، من المتوقع الإعلان عنها منتصف يونيو 2025. وتهدف الخطوة إلى التصدي للأزمات الاقتصادية والخدمية المتفاقمة، في ظل صراع عسكري طال أمده.
تشير مصادر سياسية إلى أن الحكومة المقبلة ستتألف من نحو 24 حقيبة وزارية، مع تنافس محتدم بين الحركات المسلحة والتنظيمات السياسية المتحالفة مع القوات المسلحة على المناصب السيادية.
وبحسب مصدر مطلع، فإن صلاحيات رئيس الوزراء لا تقتصر على اختيار الوزراء، بل تمتد لتشمل تعيين مسؤولي الهيئات والشركات العامة، ومديري الجامعات، والمشاركة في إعادة هيكلة المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي مثل صندوق الضمان الاجتماعي.
تحديات اقتصادية وإنسانية ضخمة
وتواجه الحكومة المقبلة ملفات شائكة، أبرزها الملف الأمني والإنساني، حيث تشير تقارير دولية إلى حاجة أكثر من 30 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط شح في التمويل الدولي.
ويرى المراقبون أن نجاح إدريس في إصلاح المؤسسات الاقتصادية وتوجيهها لخدمة المواطنين سيكون بمثابة تحول نوعي. ويؤكد المحلل السياسي أحمد مختار أن إدريس يمتلك فرصة نادرة لإحداث فرق ملموس، خصوصًا إذا تمكن من كسر مقاومة المؤسسات التقليدية للإصلاح، وهو ما لم ينجح فيه رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك.
إصلاح المؤسسات الاقتصادية أولوية قصوى
ويشدد مختار على أن تمكين إدريس من مراجعة أداء مفوضية العون الإنساني والمؤسسات الاقتصادية الأخرى، قد يوفر مئات الملايين من الدولارات للخزينة العامة، ويسهم في تعزيز الخدمات الأساسية للمواطنين.
“تحالف صمود” يطالب بوقف فوري للحرب
في سياق متصل، وجه تحالف صمود نداءً عاجلاً إلى قيادتي القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مطالبًا إياهما بتغليب صوت الحكمة والاستجابة لمطالب الشعب بوقف فوري وشامل للحرب.
وأكد التحالف في بيانه أن إنهاء النزاع المسلح هو السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من الانهيار، وصون كرامة شعبه، والحفاظ على وحدة أراضيه. كما ناشد المجتمع الدولي للانتقال من التصريحات إلى الأفعال، من خلال تفعيل الآليات الدولية لوقف الحرب، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين المتضررين في مناطق النزاع.