اضحك مع حموري
بقلم /الكاتب الصحفي محمد يوسف رزين *
حموري ، اسم لاعب كرة قدم سوداني سابق وشهير حيث لعب لاندية القمة في الخرطوم مرتين لعب للمريخ العاصمي وعاد الي ودمدني ثم لعب للمريخ مرة ثانية كان لاعبا قوي البنية ومهاجما خطيرا ، وشارك في مباريات دولية مع المنتخب السوداني . اسمه بالكامل محمد محمود محمد إبراهيم من مواليد واد مدني 1946م وكان معروفا باسم حموري الكبير لان شقيقه معتصم كان يلعب كرة القدم في أندية كبرى
كان يتمتع بخفة ظل تصل أحيانا الى حد التهور أو الطيش وليس لديه خطوط حمراء في التحاور مع الأخرين .
توفي أحد أصدقاء حموري وكان مسيحيا وقرر أعضاء الفريق أن يذهبوا لأداء واجب العزاء في صديقهم المتوفى.
تم التنبيه مرارا وتكرارا على حموري من جانب زملائه بضرورة التقيد بآداب العزاء وضوابطه وعدم الخروج عن المألوف كأن يطلب من الحاضرين قراءة الفاتحة مثلا على روح المتوفى أو رفع اليدين والدعاء له والطلب من الحاضرين أن يؤمنوا خلفه وهي الطقوس التي كان يجيدها حموري في مثل هذه المناسبات.
أبدى حموري انزعاجه من تنبيهات زملائه له وأحس بأنه يمثل عبئا عليهم ووعدهم بالتقيد بكل تعليماتهم حرفيا.
أكبر الاصدقاء سنا قال لحموري : عليك فقط أن تضع يدك بيد والد المتوفى وتقول له بضع كلمات لا تزيد عليها ولا تنقص : لله ما أعطى ..لله ما أخذ .مكث حموري ساعات يحفظ في هذه الكلمات الموجزة الى أن أتمهن ، وعندما حان وقت العزاء أخذ مكانه في طابور المعزين وهو يتمتم بالكلمات السابقة حتى وصل الى والد المتوفى ووضع يده بيده ونظر في عينيه ونسي تماما ما يجب أن يقول ، ثم نظر الى زملائه الذين تسمروا في أماكنهم بانتظار ما سيفعله حموري الذي استدرك وقال بكل ثقة لوالد المتوفى : ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة . عندها ضجت القاعة بالضحك ، وما كان من حموري إلا أن نظر الى زملائه قائلا : يلعن أبوكم ، مش كانت الفاتحة أسهل .
هذه الواقعة حقيقية حكاها لي دبلوماسي سوداني .
*مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط