السودانشئون عربية

اعتقال وتعذيب مصريين في السودان بواسطة استخبارات الدعم السريع

عبد الله حمدوك يطلق مبادرة تشمل نشر بعثة إقليمية ودولية في السودان

كتبت: د. هيام الإبس

مأساة المعتقلين المصريين في السودان

أعلن المواطن المصري شوكت عبد الحميد عن إطلاق سراحه، بالإضافة إلى ثمانية مصريين آخرين، بعد احتجازهم لمدة 18 شهرًا من قبل استخبارات قوات الدعم السريع، بينما توفي ثلاثة آخرون خلال فترة الاعتقال.

وقال شوكت في منشور على حسابه بمنصة “فيسبوك”، بتاريخ 4 مارس 2025، إنه ورفاقه قضوا 18 شهرًا في 4 معتقلات بالخرطوم، حيث تعرضوا لجميع أشكال الذل والتعذيب والإهانة والتجويع، مضيفًا: “عند الإفراج، أخذوا جواز سفري وملابسي وهاتفي”.

وفيما يتعلق بملابسات اعتقاله، أوضح شوكت أنه تم القبض عليه في 29 أغسطس 2023 أثناء توجهه إلى مدينة ود مدني، حيث أوقفته قوات الدعم السريع وأخذته إلى مقر استخباراتهم، ولم يتم الإفراج عنه إلا مؤخرًا بسبب كونه مصريًا.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تأخرت في إطلاق سراحه وزملائه، بحجة أن “الطيران المصري يقصفهم ويقتل أفرادهم”.

وفي 14 أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على مطار مروي، حيث احتجزت عددًا من الطيارين المصريين الحربيين المشاركين في تدريبات مع الجيش السوداني، قبل أن يتم تسليمهم لاحقًا إلى الحكومة المصرية.

أوضاع المصريين في السودان قبل الحرب

قبل اندلاع الحرب في 2023، كان هناك عدد كبير من المصريين في السودان، بعضهم يعمل في التجارة، وآخرون يدرسون في المؤسسات التعليمية السودانية. إلا أن اندلاع النزاع أدى إلى محاصرة العديد منهم وسط المعارك، لا سيما في العاصمة الخرطوم.

وفي يونيو 2023، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن سبعة مواطنين مصريين احتجزوا داخل منزلهم في منطقة اللاماب بالخرطوم من قبل قوات الدعم السريع، حيث كانوا هناك لحماية ممتلكاتهم.

تصعيد الصراع في شمال دارفور

في سياق متصل، كشفت شبكة أطباء السودان، عن هجوم لقوات الدعم السريع على منطقتي “أبوديلك” و”أم غبيشة” في ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 46 آخرين، إلى جانب تهجير السكان وحرق الأسواق بعد نهبها.

وأعربت الشبكة عن قلقها من تصاعد عمليات التصفية الممنهجة ضد سكان شمال دارفور، وناشدت المنظمات الإقليمية والدولية التدخل لردع هذه الانتهاكات.

مبادرة عبدالله حمدوك لإنهاء الحرب

أطلق رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، اليوم الثلاثاء، مبادرة لإنهاء الحرب، تشمل دعوة لاجتماع مشترك بين مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي، بحضور قادة الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة والقوى المدنية الديمقراطية، للاتفاق على وقف إطلاق النار واتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتهيئة المناخ لإنهاء الحرب.

أبرز نقاط المبادرة:

  • نشر بعثة سلام إقليمية ودولية.
  • إنشاء مناطق آمنة خالية من الأنشطة العسكرية.
  • فتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
  • ضمان حرية حركة المدنيين.
  • وقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتنازعة.
  • إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.

كما دعا حمدوك إلى فرض حظر شامل على توريد السلاح للأطراف المتنازعة، وعقد مؤتمر دولي للمانحين لسد فجوة الاحتياجات الإنسانية.

وأكد حمدوك أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو الاتفاق على مشروع وطني جديد يؤسس لنظام مدني ديمقراطي، مع جيش موحد بعيد عن السياسة والاقتصاد. كما أعلن عن بدء مشاورات مع الأطراف السودانية والدولية لدعم تنفيذ المبادرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.