الصراط المستقيماحدث الاخبار

اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى في ظل انشغال غزة بصد العدوان الإسرائيلي

الاحتلال يواصل مخطط تهويد القدس المحتلة وسط صمت دولي مريب

كتب – محمد السيد راشد

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صعّدت سلطات الاحتلال وتيرة اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، في مشهد يعكس تحوّلًا خطيرًا في محاولة فرض واقع جديد على الحرم القدسي، بالتوازي مع غياب المواقف الحاسمة من المجتمع الدولي.

فقد شهد المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق من قبل المستوطنين، بدعم مباشر من حكومة بنيامين نتنياهو، التي تستخدم مصطلح “الحفاظ على الوضع القائم” كغطاء زائف لمخططات تهويدية تهدف إلى فرض التقسيم المكاني والزماني، وتحويل السيطرة الدينية على المسجد إلى نقطة مساومة سياسية.

وأكد الباحث المتخصص في شؤون القدس، زياد ابحيص، أن نتنياهو يستخدم “الوضع القائم” بشكل مخادع، إذ لا يشير إلى الحالة التي كانت قائمة قبل احتلال عام 1967، بل يسعى لتثبيت كل تغيير جديد على أنه جزء من هذا الوضع، مما يُفقد المصطلح مضمونه الحقيقي، ويحوّله إلى أداة للتمويه السياسي.

مشاركة سياسية واستفزاز ديني

وسجّلت دائرة الأوقاف الإسلامية رقمًا قياسيًا في عدد المقتحمين للمسجد الأقصى خلال هذه الجولة التي وقعت امس الأحد، حيث بلغ عددهم 3,969 مقتحمًا، وهو ما يُعد مؤشرًا خطيرًا على حجم التصعيد.

وشهدت الاقتحامات مشاركة لافتة من شخصيات سياسية إسرائيلية، حيث اقتحم المسجد كل من إيتمار بن غفير، وزير ما يُعرف بـ”القوة اليهودية”، ويتسحاق فاسرلاوف، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء كنيست من حزب الليكود، بينهم عميت هاليفي، صاحب مشروع التقسيم المكاني. وقد أدّى هؤلاء طقوسًا استفزازية في ساحات المسجد، من بينها “السجود الملحمي” ورفع الأعلام الإسرائيلية أمام قبة الصخرة.

أدوات توراتية وطواف عند باب المغاربة

ووثّق التقرير إدخال أدوات توراتية تُستخدم في الطقوس الدينية اليهودية، منها “التيفلين”، و”الطاليت”، و”الكيباه”، ولفائف التوراة، التي تم الطواف بها عند باب المغاربة، في خطوة تمهيدية تهدف إلى فرضها داخل الحرم بشكل دائم.

وحذّر زياد ابحيص من تحركات قانونية مرتقبة لجماعات “الهيكل” تسعى إلى الحصول على قرارات قضائية تسمح بإدخال هذه الأدوات بشكل دائم، بما يمثّل تمهيدًا فعليًا لتغيير الوضع الديني والقانوني في المسجد الأقصى.

صمت دولي مقلق وتغوّل استيطاني

وفي ظل هذا التصعيد المنهجي، يستمر غياب الموقف الدولي الفاعل، بينما تستغل حكومة نتنياهو الانشغال الإقليمي والدولي في الحرب على غزة، لتعزيز نفوذ الجماعات الاستيطانية المتطرفة وتكريس الأمر الواقع.

يبقى المسجد الأقصى ساحة مفتوحة لانتهاكات يومية ممنهجة، وسط محاولات حثيثة لتغيير معالمه التاريخية والدينية، في أخطر مسعى تهويدي يهدد هوية القدس العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى