رأى المواطن

اقدار الله تحمل الخير لنا مهما كانت قسوتها

 

الدكتور محمد النجار

ننزعج كثيرا عندما يصيبنا مكروه بل يصل البعض الى الاعتراض على قدر الله.. والإنسان لقلة علمه وضعف حكمته قد يرى شيئاً ما شراً.. وهو في الحقيقة خير مصداقا لقوله تعالى:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ البقرة: 216
(فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء:19].
وقرأت هذه القصة وأسوقها لكم :
كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان. وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير “لعله خيراً” فيهدأ الملك.
وفي إحدى المرات قطع إصبع الملك فقال الوزير “لعله خيراً” فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟! وأمر بحبس الوزير …
فقال الوزير الحكيم “لعله خيراً” ومكث الوزير فترة طويلة في السجن..


وفي يوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه مقطوع.
فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت “لعله خيراً” فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَه فى الصيد
فكان سيقدم قرباناً بدلاً من الملك… فكان في صنع الله كل الخير…

هذه اقدار الله تحمل الخير لنا مهما كانت قسوة القضاء لكن اذا اخذناها بالتسليم والرضا عن الله تتحول الى عبادة وحسنات ثم تتكشف لنا حكمة الله وحبه لنا وماوراءها من خير .. وحدثت لي شخصيا اقدار كان فيها الخير الكثير الذي لم يتكشف لي إلا بعد فترات..
اللهم لك الحمد على كل اقدارك .. اللهم الهمنا الرشد في الفكر والقول والعمل.


مختارة من صفحة د.محمد النجار الاربعاء 15-02–2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.