تقارير وتحقيقات

الأصول التاريخية لأشهر مأكولات البحر المتوسط

كتبت /آمال فتحي

شهدت دول البحر المتوسط حضارات وإمبراطوريات وموروثات تظهر جليا من خلال التاريخ الإنساني. وتزخر دول الشرق المتوسط بالعديد من المأكولات الغنية بالمكونات و النكهات الفريدة.
وتشتهر تلك الدول باستخدام زيت الزيتون البقوليات والحبوب الفواكه والخضروات وكميات معتدلة من منتجات الألبان والسمك بالإضافة وكميات منخفضة من اللحوم:

-اليبرق او ورق العنب:

محشي ورق العنب أو اليبرق أو ورق الدوالي، كلها مسميات أكلة أخذها العرب من الأتراك أثناء حكم الدولة العثمانية في عام1300ميلادي.و كلمة “يبرق” تعني بالتركية ورق العنب.وبمرور الوقت عرفت الأكلة في العديد من البلدان وأصبحت أكلة مشهورة في بلاد الشام ومصر والعراق وتركيا والبلقان فاليبرق محشي ورق العنب بالرز واللحم المفروم والمطيبات والبهارات، أما “اليالنجي” و هو نوع من أنواع ورق العنب ويكون خاليا من اللحم أصل تسميته كلمة تركية بمعنى الكذاب وذلك إشارة لخلوه اللحمة.

المسخن:

من أشهر الأكلات الفلسطينة التراثية، بالمناطق الريفية وهوطبقات خبز بلدي مخبوز على (الطابون) الذي اعتاد السكان على صنعه منذ زمن بعيد.و البصل البلدي،وزيت الزيتون الفلسطيني والسماق الفلسطيني و الدجاج و الصنوبر ويقدم المسخن في الولائم و الأعراس الريفية. وأغلب المدن في بلاد الشام وأنتشر للعالم .و تسميته تعود لطريقة تحضيره.

.-المناقيش:

كلمة مناقيش مشتقة من كلمة “نقش” تعني تلوين الشيء بالشيء، المناقيش من أقراص العجين المصريين القدماء كانوا الاوائل في صنعها بتخمر طحين القمح و الشعير اوضحت الاكتشافات انهم كانوا يصنعوه بشكل قرص و لا تزال مستخدمة في الكثير من البلدان و خاصة بلاد الشام و لتحضير الخبز على الصاج أو التنور ( في سوريا و لبنان ) أو الشراك (في الأردن). ومن أقراص العجين ثم بلاد الشام إضافة بعض المنتجات في مناطق فلسطين و الأردن و لبنان و سوريا على أقراص العجين مثل الجبن و الفليفلة و الزعتر لتصبح المناقيش أكلة شعبية و متداولة.و تشتهر في بلاد الشام خصوصا لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وهي من أنواع المعجنات.

حلوى أم علي :

هذه الحلوى ترتبط قصتها بقصة “شجرة الدر” الشهيرة و التي كانت جارية من أصل تركي أو خوارزمي اشتراها السلطان “الصالح ايوب” و تزوجها في مصر، ثم توفى بعدها بفترة وما كان من “شجرة الدر” وحكمت مصر ولم تستمر الا 80 يوما، و قوبلت بمعارضة كبيرة من الشعب أن تحكمه إمرآة.وتنازلت عن العرش للأمير “عز الدين أيبك” تزوجته ومارست الحكم عن طريقه،كان خاضعا لسيطرتها وأرغمته على هجر زوجته الأولى أمّ ولده “علي” وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها.
وحين بدأ “عز الدين”يعترض على حكمها أشاعت “شجرة الدرّ” أن “المعزّ لدين الله أيبك” قد مات فجأة بالليل، ولكن المماليك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى زوجة عز الدين أيبك الأولى “ام علي” التي أمرت جواريها بقتل شجرة الدر بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة.ولم تدفن إلا بعد عدة أيام.وبعد موتها قامت أم علي زوجة عز الدين بعمل حلوى الثريد وسميت بحلوى “ام علي” و وزعتها في انحاءالبلاء ولا تزال منسوبة لها حتى الآن.

الكنافة :

هناك روايتان في أصل حلوى الكنافة ، الرواية الأولى تقول أول من تناولها هو “معاوية بن أبي سفيان” بسحور رمضان حتى لا يشعر بالجوع أثناء الصيام، أثناء إمارته للشام.اما الرواية والأرجح فتعود لمصر قدمها المصريون للمعز لدين الله الفاطمي” في القرن الثالث الهجري كأحد مظاهر الاحتفال والترحيب به. اشتهرت الكنافة باسم «زينة موائد الملوك» لارتباطها بهم.يذكر أن الكنافة كلمة عربية تعني الستر والرحمة والظل، فيقال «فلان في كنف الله» أي أنه في حوزته.و انتشرت من مصر الى بلاد الشام بعد ذلك.

وكتب الشاعر العربي ابو الحسين الجزار بالكنافة: “ومالي أرى وجه الكنافة مغضبا ولولا رضاها لم أرد رمضانها ترى اتهمتني بالقطائف فاغتدت تصد اعتقادا أن قلبي خـانها “.

البقلاوة:

الأتراك يعتبرونها من موروثاتهم الشعبية وانتقلت لشعوب العالم الأخرى، والآشوريين صنعوها من رقائق العجين المحشو بالفواكه المجففة، وحشوها بالمكسرات.ثم الاتراك في عصور الدولة العثمانية و طوروها الي أكثر من 20 نوعا.وانتشرت ، ويقال إن الأرمن أضافوا لها القرفة،واضاف العرب ماء الورد، واليونانيون العسل لتحليتها.
*وعن أصل تسميتها حسب ما أفادت احدى الروايات انه كان للسلطان العثماني “عبد الحميد” طباخة اسمها (لاوة) اخترعت هذه الحلوى أصبحت تباع في جميع أيام السنة وليس رمضان فقط.

التبولة:

والتبولة من أهم الأكلات اللبنانيةوترجع قصة التبولة إلى الكلدانيين، وهم من الشعوب السامية استوطنت بلاد ما بين النهرين، ف تبولة مشتقة من ت ب ل يخلطون جميع أنواع الخضار في طبق واحد ويقدمونه لكبار القوم وطورها اللبنانيون حيث انتقلت هذه التسمية لخلط الخضار إلى لبنان مع الفتوحات الأشورية.ولكن لا يعرف أحد بالضبط متى تم إدخال البرغل إلى خلطة التبولة

لبابا غنوج :

بابا غنوج أو متبّل ميليتسانوسالاتاهو نوع مشهور من المازات في الشرق الأوسط، يصنع بصورة رئيسية من الباذنجان ويخلط مع الطحينة والبهارات والثوم.وسبب التسمية قس عاش في القرن الأول بعد الميلاد ببلاد الشام وكان محبوبا بين تلاميذه ورعيته اسمه بابا غنوج و أحد تلاميذه عمله وجبه من الباذنجان والخضار، القس رفض يأكلها بمفرده ووزعها على الناس، فاطلق الناس على هذه الأكلة اسم “بابا غنوج” و منتشرة عالميا بهذا الإسم.

الحمص:

يحضر عن طريق طحن حبات نبات الحمص و خلطها بالطحينة و زيت الزيتون و الحامض.و من أقدم الأكلات هناك الكثير من الدول التي تدعي بدء تحضيرها منها مما يصعب معرفة أصل الحمص. وهو موجودطبيعيا في فلسطين القديمة من الاف السنين.و في روما القديمة ذكرأفلاطون” و “أرسطو” بعض الملاحظات عن فوائد الحمص في آثارهم المكتوبة.ثم بدأ سكان فلسطين بطحنه بالجرن وخلطه بزيت الزيتون و الحامض المنتشر في تلك المناطق وشعبية كبيرة و انتشر في بلاد الشام، ثم عالميا.

الفلافل:

تتكون من خلط البقول و البهارات و قليها، و تعد أشهر الأكلات الأوسطية عالميا الأقباط المصريين اخترعوا الفلافل مكان اللحوم أيام الصوم في المسيحيية.و فلافل كلمة قبطية قديمة، مكونة من ثلاثة أجزاء:
( فا، لا، وفل) ذات الفول الكثير.وانتشرت الفلافل من أقباط مصر لبلاد الشام وبقية العالم.تاريخيا يعتقد بأن المصريين القدماء منذ حوالي 1000 سنه اخذوا الفلافل لبلاد الشام ، إنتشرت الفلافل بدول الشرق الأوسط و أصبحت من المأكولات السريعه و المحببه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.