الصراط المستقيم

الأكل البايت

كاتب صديق سوري يقول :

لما بلغ الترف بأهل العراق أنه كل ما ينزل على المائدة … يرفع ما بقي منه إلى الزبالّة

حتى اندثر عندهم مصطلح   ( اﻷكل البايت )

فابتلاهم الله بالحصار عشر سنين حتى صاروا يأكلون الخبز أسود يابس ،،،

ومات لهم مليونا طفل من الفقر والمرض …

ولما صرت أرى في بلدتي دمشق وضواحيها الخبز في الحاويات بكثرة

ورأيت امرأة فقيرة سقط منها رغيف خبز  فتركته على اﻷرض ومضت

ورأيت آخر يبعد ما سقط منه على الأرض بطرف قدمه ..

بل إنني رأيت بعيني رجلا يمسح حذائه بقطع من الخبز الابيض ويلمعها به مع شديد الأسف

ووصل الهدر إلى مستويات مخيفة جدا في بلدي

أيقنت بعدها أننا مقبلون على أيام سوداء سنشتهي بها هذه الخبزات التي كنت أراها في الحاويات

يقول الكاتب ؛

رحم الله والدي العالم الجليل :

كان يأكل طعام اﻷمس البائت قبل طعام اليوم ( الطازج )

وكان يبلل الخبز اليابس بالماء  ويأكل به  وﻻ يرميه

وكان أول من يشبع ،

وآخر من يقوم عن المائدة :  فقد كان يلملم الفتات من أرز وفتات الخبز  وغيرها  ، وﻻ يسمح برميها او مسحها مع تنظيف المائدة

وإذا وجد في المطبخ صحنا  فيه بقايا طعام لأحد اﻷطفال لم يكمله ، لا يجد حرجا في أكله

ويغضب أشد الغضب إن رمي شيء من الطعام

كان يحافظ على النعمة بقليلها وكثيرها ويحرص عليها فحفظته في حياته :

توفي رحمه الله وهو لا يشكو من أي مرض

ﻻ ضغط ، وﻻ سكري ، ولا شرايين ، وﻻ روماتيزم ، وﻻ قلب ، وﻻ أي مرض  مما يشكو منه أي إنسان جاوز الخمسين

أو الستين ، فضلاً عن السبعين ،،،

وكان يكثر من ترداد حديث رسول الله صلى الله  عليه  وسلم

”  أحسنوا جوار نعم الله ،،، لا تنفروها ،،، فإذا ذهبت عن قوم لا تعود  إليهم  ”

فأحسنوا جوار نعم الله :

” لئن شكرتم لأزيدنكم ”

كما قال صلى الله  عليه وسلم  :

”  اخشوشنوا …. فإن النعم  لاتدوم ”

من اختيارات الكاتب الصحفي محمد يوسف رزين 

مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.