الأمطار تدمر قرى شمال السودان
اختفاء جزء من سكة حديد وانهيار عاصمة الذهب
كتبت : د.هيام الإبس
تواجه مدينة أبو حمد كارثة كبيرة، حيث اجتاحت السيول والأمطار مدينة أبوحمد وأسفرت عن انهيار حوالى 70٪ من المنازل، فيما اصيب عدد كبير من النساء وكبار السن والأطفال و تم نقلهم إلى المستشفى.
ونقلت مصادر إن المنازل تدمر واحدة تلو الأخرى وسط صرخات الاستغاثة، كما أن شدة الأمطار والسيول لم تُشهد فى المدينة من قبل.
واستمرت الأمطار فى محلية أبو حمد بولاية نهر النيل أقصى شمال السودان، نحو عشر ساعات، وأدت إلى تدمير عشرات المنازل والمحال التجارية فى السوق الرئيسى.
وتقع محلية أبو حمد فى منطقة غنية بتعدين الذهب شمال البلاد، ومع الأمطار التى تجاوزت معدلاتها (100) ملليمتر، يحذر المهتمون بالبيئة من وصول مخلفات التعدين إلى المناطق السكنية ومصادر مياه الشرب.
وبفعل المياه، اختفت أجزاء من السكك الحديدية وسط مدينة أبو حمد، حيث تعبر القضبان قرب السوق الرئيسى.
توقف الحياة بأكملها واستغاثات انسانيه
وتوقفت الحياة بأكملها فى المحلية وقراها التى تشكو من شح الخدمات منذ سنوات.
وأطلق المواطنون نداءات الاستغاثة للحكومة المحلية فى ولاية نهر النيل لتفعيل عمليات الإنقاذ، خاصة لأولئك الذين فقدوا المأوى بعد أن غمرت المياه غرف المنازل بالكامل، مرتفعةً مسافة متر عن سطح الأرض، وفق شهود عيان.
تغيرات مناخية
تشهد مناطق شمال السودان وولاية البحر الأحمر هذا العام تغيرات مناخية كبيرة، كونها لم تعتد على الأمطار والعواصف الترابية خلال فترة الصيف.
وتكون هذه الظواهر مقتصرةً على وسط وغرب وشرق وجنوب البلاد خلال فصل الصيف.
فشل موسم الفواكه
بسبب الأمطار العاتية، تساوى سطح الأرض مع القنوات الفرعية من نهر النيل، والتى تنتشر بين طرقات المحلية، ممتدة إلى الحقول والبساتين.
حيث غطت المياه مساحات زراعية واسعة، مما يعنى فشل موسم الفواكه وثمار البلح.
تلف السلع المخزنة
أما الخدمات الحيوية اليومية، مثل قطاع المخابز، فقد توقفت قسرياً بسبب الأمطار وقطوعات الكهرباء وعدم وجود مواد لإشعال النار، كما توقفت غالبية المحلات التجارية فى السوق الرئيسى، وغمرت المياه السلع المخزنة فى بعض المتاجر.
فالأمطار التى تحولت إلى فيضانات أدت إلى انهيار مئات المنازل فوق رؤوس سكانها، حسب حالات بعض الوفيات، و تم نقل عشرات المصابين إلى المستشفى، كما توفى ما لا يقل عن سبعة أشخاص، فى بعض المواقع. أما المدينة التى لا تنتشر فيها الطرق المعبدة، فقد غرقت فى الوحل والمياه التى تمتد على امتداد البصر.
فصول مأساوية
يجمع سكان منزل انهار بالكامل، وفق مقطع فيديو متداول على الشبكات الاجتماعية، المقتنيات فى حقائب غمرتها المياه، ولم يتبق من المكان سوى الذكريات التى انهارت مع الجدران.
واختفى الحاجز بين باب المنزل والفناء الخارجى لانهيار الغرف والجدران، مما حول الأمطار والسيول حياة المواطنين فى محلية أبو حمد إلى فصول من المأساة، خاصة مع غياب الدولة فى تقديم المساعدات المطلوبة كما يقولون.
وقد تشهد الساعات القادمة كوارث مماثلة، حسب توقعات ناشطين فى مجال الرصد الجوى وتنبؤات الطقس، أبرزهم الناشط فى مجال الطقس والمناخ منذر الحاج، الذى حذر من تكرار كارثة أبو حمد فى مناطق أخرى تشمل شمال وشرق البلاد.
فاض نهر النيل الذى يمر بجوار محلية أبو حمد، شمال البلاد، بالتزامن مع الأمطار الغزيرة مساء الإثنين، واستمرت حتى صباح اليوم الثلاثاء.
توقفت ماكينات سحب المياه التى يديرها المزارعون لجلب المياه من القنوات إلى أشجار الفواكه والبقول والحبوب، كما لو أنها تشبعت وغرقت، وبعضها طُمرت.
هيجان نهر النيل
ويعتبر شهر أغسطس من كل عام شهر الكوارث والفيضانات فى السودان، لأنه موسم هيجان نهر النيل والنيل الأزرق والنيل الأبيض. تتزامن الكوارث البيئية هذا العام مع الحرب التى أدت إلى نزوح ملايين السكان وتدهور الوضع الإنسانى.
نزوح جماعى
يُعبر الناشطون فى ولاية نهر النيل عن قلقهم من إضطرار المواطنين إلى نزوح جماعى فى محلية أبو حمد، خاصة فى عشرات القرى التى غرقت، وفقد المواطنون مئات المنازل.
وتعتبر أبو حمد أكبر مركز للذهب (عاصمة الذهب). تحولت عقب الحرب إلى مركز اقتصادى كبير بفضل عمليات التنقيب عن الذهب باستخدام الطرق التقليدية والحديثة فى ريف وصحارى المنطقة.