الأمم المتحدة: اشتباكات السودان ترغم 4000 شخص على الفرار فى أسبوع
3000 شخص فى شمال دارفور و1200 شخص فى غرب وجنوب كردفان

كتبت – د. هيام الإبس
استهدفت قوات الدعم السريع، بمسيّرة مواقع مأهولة بالسكان فى مدينة الأبيض شمال كردفان وسط البلاد، تزامنًا مع استمرار نزوح المئات من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وكانت مصادر عسكرية أعلنت، فى وقت سابق، إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية وسط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
من جهتها، ذكرت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السودانى، أن الهجوم سبقه قصف مدفعى كثيف من الدعم السريع استهدف قيادة الجيش أيضاً.
وأضافت الفرقة أن الجيش والقوات المساندة له صدوا الهجوم الذى شنّته قوات الدعم السريع على الفاشر من ثلاثة محاور، وكبدوها خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد.
فى السياق، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، نقلاً عن المنظمة الدولية للهجرة، أن أكثر من 3000 شخص فى ولاية شمال دارفور، ونحو 1200 شخص فى ولايتي غرب وجنوب كردفان بالسودان، نزحوا من منازلهم خلال أسبوع بسبب العمليات القتالية.
موجات جديدة من النزوح
وأكد مكتب الأمم المتحدة أن “العنف يؤدى إلى موجات جديدة من النزوح في مختلف مناطق السودان”، موضحاً أن أكثر من 3000 شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم فى شمال دارفور خلال الأسبوع الماضى، بمن فيهم 1500 شخص من عاصمة الولاية المحاصرة الفاشر، و1500 آخرون من قرية أبو قمرة.
وأشار المكتب إلى أن “المدنيين في السودان يتحملون وطأة العنف المستمر”، داعياً إلى “وقف القتال الفورى وحماية المدنيين”، فضلاً عن ضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين.
تفاقم الوضع الأمنى
وقد ذكرت منظمة الهجرة الدولية، أن موجة النزوح الأخيرة وقعت خلال الفترة من 15 إلى 19 أكتوبر الجارى، بسبب تفاقم الوضع الأمنى واستمرار المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى المدينة ومحيطها.
تفاقم الأزمة الإنسانية
وأوضحت أن النازحين توزعوا فى مواقع متفرقة بمنطقتى الفاشر والطويلة شمال دارفور، مشيرةً إلى أن “الوضع لا يزال متوتراً ومتقلباً، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية”.
أوضاع إنسانية مأساوية
من جانبها، أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور، الأحد، إن مئات الأسر الفارة من الفاشر وصلت منطقة طويلة شمال الولاية، تحت “أوضاع إنسانية مأساوية”.
وناشدت المنسقية المنظمات الإنسانية الدولية بـ”التحرك العاجل لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين، الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة”.
وتُعد مدينة الفاشر مركزاً أساسياً للعمليات الإنسانية فى ولايات دارفور الخمس، وتخضع منذ 10 مايو 2024 لحصار تفرضه قوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تداعيات كارثية على المدنيين.
وكانت الأوضاع فى السودان قد تدهورت فى أبريل 2023، عقب تصاعد الخلافات السياسية بين قائد الجيش السودانى عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتى”. وسرعان ما امتدت الاشتباكات التى بدأت فى الخرطوم إلى أجزاء أخرى من البلاد.
ونتيجة للصراع، يُقدّر الخبراء أن ما لا يقل عن 40 ألف شخص قد لقوا حتفهم، وأن ما يقرب من 12 مليون سودانى أُجبروا على مغادرة ديارهم، مع نقص فى موارد الغذاء.