الأمم المتحدة تحذر من انهيار بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بسبب أزمة مالية

✍️ كتبت: د. هيام الإبس
في تحذير شديد اللهجة، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن مستقبل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (AUSSOM)، التي تواجه خطر التفكك والانهيار بعد أكثر من 15 شهرًا من توقف صرف رواتب آلاف الجنود المشاركين فيها. هذا التوقف المالي يهدد بزعزعة الاستقرار في الصومال والقرن الأفريقي بأكمله، وسط تصاعد المخاوف من عودة حركة الشباب المتشددة إلى السيطرة على الأراضي.
جوتيريش: لا يمكن مطالبة الجنود بالتضحية دون أجر
خلال اجتماع رفيع المستوى في نيويورك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء الأزمة، مؤكدًا أن القوات التي ضحت بآلاف الأرواح لا يمكن أن تُترك بلا دعم مالي. وقال: “ظلت قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الخطوط الأمامية لمدة 15 شهرًا بلا أجر. هذا أمر لا يُحتمل وغير مقبول على الإطلاق.”
البعثة في مواجهة حركة الشباب
منذ ما يقرب من عقدين، تخوض بعثة الاتحاد الأفريقي حربًا طويلة ضد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وقد لعبت دورًا محوريًا في دعم الحكومة الفيدرالية الصومالية. ومع ذلك، فإن الأزمة المالية الحالية تهدد بتقويض قدرتها على مواصلة العمليات، ما قد يسمح للحركة باستعادة مناطق استراتيجية.
اجتماع دولي بلا نتائج ملموسة
شارك في الاجتماع ممثلون عن الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي، الحكومة الصومالية، والمملكة المتحدة، حيث ناقشوا سبل إنقاذ البعثة ماليًا. لكن الاجتماع انتهى دون تعهدات مالية واضحة، وهو ما وصفه جوتيريش بـ”النكسة الخطيرة للغاية”، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
تحول في الاسم وسط تحذيرات
بعثة AUSSOM جاءت خلفًا لبعثة AMISOM السابقة، مع وعود بتحديث الهيكل العملياتي وتعزيز التنسيق مع الحكومة الصومالية. إلا أن الأزمة المالية الحالية تهدد بإفشال هذه التحولات، وسط تحذيرات من مراقبين بأن استمرار الوضع قد يؤدي إلى انهيار كامل للبعثة.