كتبت: د. هيام الإبس
في ظل تفاقم الصراع في السودان، أعلنت روزماري ديكارلو، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، أن المبعوث الشخصي للأمين العام، رمضان لعمامرة، يدرس إجراء محادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تهدف إلى حماية المدنيين. وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، حيث ناقش الأعضاء التقرير حول الوضع المتأزم في السودان.
مبادرة لحماية المدنيين
خلال إحاطة قدمتها إلى مجلس الأمن، أكدت ديكارلو أن لعمامرة يخطط للسفر إلى السودان وعدة دول أخرى في المنطقة للقاء الأطراف المعنية، وكذلك للانخراط مع الجماعات المدنية السودانية لضمان تمثيل وجهات نظرهم في جهود الأمم المتحدة. وشددت ديكارلو على أن العنف في السودان قد تصاعد بشكل خطير، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين وتسببت في نزوح جماعي.
تحذيرات وتصاعد التوتر
أكدت ديكارلو استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، حيث يتعرض المدنيون للعنف الجنسي والجماعي، فضلاً عن غارات عشوائية يشنها الجيش على المناطق المأهولة. وأضافت أن تصعيد العنف يؤكد اعتقاد الطرفين بقدرتهما على تحقيق النصر في ساحة المعركة، مما يتطلب تدابير عاجلة لحماية المدنيين، ومنها إنشاء “آلية امتثال” لمتابعة الالتزامات، وهي خطوة حاسمة مدعومة من الشركاء الدوليين.
مشروع قرار بريطاني وآلية الامتثال
خلال الاجتماع، طرحت بريطانيا مشروع قرار يقضي بإنشاء “آلية امتثال” لرصد التزامات الطرفين المتحاربين الموقعة في إعلان جدة في مايو 2023. وقد صرح كولينز أوف هايبرى، وكيل وزارة الخارجية البريطانية للشؤون الإفريقية، بأن الحل الأمثل هو وقف فوري للأعمال العدائية، مع دعمه جهود الأمم المتحدة في توفير الحماية للمدنيين.
وضع إنساني حرج وتحديات دولية
في سياقٍ متصل، قدم راميش راجاسينغام من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إحاطة حول الوضع الإنساني المتدهور، مشيراً إلى تزايد الضحايا المدنيين وانتشار الفقر والجوع والأمراض، وحذر من كارثة وشيكة إذا لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات عاجلة.
فيما دعت ممثلة الولايات المتحدة إلى فتح المعابر الإنسانية وبخاصة معبر “أدرى” الرابط بين السودان وتشاد، كما أكدت على أهمية إنهاء توريد الأسلحة للطرفين. أما روسيا، فأوضحت أن دعم مؤسسات الدولة في السودان أمر ضروري، مع تأكيدها على أن أي مبادرة يجب أن تحظى بمساندة المؤسسات السودانية لضمان نجاحها.
نداءات عاجلة من منظمات مدنية
أمام مجلس الأمن، ناشدت نعمات أحمداي، رئيسة منظمة نساء دارفور، المجتمع الدولي لإنهاء العنف في السودان. وأشارت إلى تقارير عن أعمال قتل واغتصاب جماعي مستمرة، خاصة في مناطق الفاشر والجزيرة، وأكدت أن المنظمات المحلية تواجه خطراً كبيراً، محذرة من مخاطر حدوث إبادة جماعية إذا استمر الوضع كما هو عليه.
وأكدت على ضرورة إنشاء قوة أممية لحماية المدنيين وضمان توصيل المساعدات العاجلة، حيث يشكل هذا خطوة أولية نحو السلام المستدام في السودان.