الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في مقتل مدنيين برصاص الإحتلال في غزة أثناء توزيع مساعدات

متحدث أممي : المدنيون في غزة يدفعون حياتهم ثمناً للجوع
كتب / وليد على
أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء استمرار استهداف المدنيين الفلسطينيين خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، واصفة الوضع بأنه “غير مقبول”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين يوم الثلاثاء، إن “من غير المقبول أن يخاطر المدنيون بحياتهم ويخسرونها لمجرد محاولتهم الحصول على الطعام”.
تصريح دوجاريك جاء بعد إعلان وزارة الصحة في غزة عن مقتل ما لا يقل عن 27 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين، أثناء تدافع عند أحد مواقع توزيع المساعدات في مدينة غزة.
دعوة أممية لتحقيق فوري ومستقل
أكد دوجاريك أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “يواصل الدعوة إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الأحداث المأساوية، ومحاسبة الجناة”.
وأضاف أن القانون الإنساني الدولي يلزم الأطراف كافة باحترام حماية المدنيين، لا سيما في أوضاع النزاع، مشددًا على أن إيصال المساعدات يجب أن يتم بشكل آمن ومنتظم دون تعريض الأرواح للخطر.
إسرائيل تستخدم “الجوع كسلاح” ضد غزة
في السياق ذاته، تتصاعد التحذيرات الدولية من سياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة، حيث تمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى الشمال، وتفرض قيودًا مشددة على قوافل الإغاثة.
وتتهم منظمات حقوقية دولية الجيش الإسرائيلي باستخدام “الجوع كسلاح حرب” ضد السكان المدنيين، وهي ممارسة تصنّف كجريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وكانت تقارير صادرة عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة أوكسفام قد أكدت أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة الفعلية، لا سيما في مناطق شمال غزة التي قطعت عنها الإمدادات بشكل شبه كامل.
كارثة إنسانية متواصلة
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف مأساوية تحت الحصار والقصف، مع تدمير البنية التحتية، وشلل القطاع الصحي، وانهيار شبكة الإمدادات الأساسية.
وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار منع المساعدات وتقييد حركة الإمدادات سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ القطاع.
الأمم المتحدة: حماية المدنيين أولوية
شددت الأمم المتحدة مجددًا على ضرورة تأمين ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، تتيح دخول المساعدات دون عوائق، وعلى ضمان احترام جميع الأطراف التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
كما دعا المتحدث باسم الأمين العام إلى ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المدنيين، والبدء الفوري في معالجة آثار الكارثة.