الأمم المتحدة تقر بأغلبية ساحقة وقفًا فوريًا ودائمًا لإطلاق النار في غزة وإنهاء الحصار

كتب /هاني حسبو 

في خطوة جديدة تعكس الإجماع الدولي المتزايد لوقف العدوان على قطاع غزة، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت متأخر من مساء الخميس، مشروع قرار يطالب بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، التزامًا من جميع الأطراف، وذلك بأغلبية 149 صوتًا.

مطالب واضحة بإنهاء الحصار وضمان وصول المساعدات

ويدعو القرار، الذي تقدمت به إسبانيا، إلى:

• إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة

• فتح المعابر فورًا

• ضمان دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق

كما أدان القرار بشكل واضح استخدام التجويع سلاحًا ضد المدنيين، والحرمان غير المشروع من المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة المساءلة القانونية لإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي.

دعوة للإفراج عن الأسرى والانسحاب من غزة

وينص القرار على:

• الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة

• الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال

• الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة

ويُعد هذا القرار جزءًا من سلسلة مواقف دولية متزايدة تطالب بإنهاء الحرب ورفع الحصار عن الفلسطينيين.

واشنطن تعارض القرار وتُحذر من “عواقب دبلوماسية”

جاء القرار الأممي بعد أسبوع واحد فقط من فيتو أمريكي أوقف مشروعًا مشابهًا في مجلس الأمن الدولي، كانت جميع الدول الأعضاء قد دعمته باستثناء الولايات المتحدة.

وفي تطور مثير للجدل، كشفت رويترز عن مذكرة أمريكية سرية تُحذر فيها واشنطن الدول من اتخاذ إجراءات مناوئة لإسرائيل، مهددةً بأن من يفعل ذلك “قد يواجه عواقب دبلوماسية”، وهو ما اعتُبر ابتزازًا دبلوماسيًا موجهًا لثني الدول عن حضور مؤتمر أممي مرتقب بشأن حل الدولتين.

قرارات ذات دلالة سياسية

ورغم أن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزمة قانونيًا، فإنها تعكس بوضوح الاتجاه العام للمجتمع الدولي، وتُشكل ضغطًا سياسيًا وأخلاقيًا كبيرًا على إسرائيل وحلفائها، خاصة أن قرارات سابقة للجمعية طالبت بوقف الحرب في غزة، دون أن تلقى استجابة من تل أبيب.

كارثة إنسانية في غزة: أرقام صادمة

يتزامن هذا القرار مع تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة، حيث تُحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، واستمرار الغارات الجوية.

• أكثر من 182 ألف شهيد وجريح منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023

• أكثر من 11 ألف مفقود

• مئات آلاف النازحين قسرًا

• دمار شامل في البنية التحتية، المستشفيات، المدارس، المساجد والكنائس

• مئات الضحايا من الأطفال بسبب المجاعة ونقص الغذاء

تاريخ من النداءات الأممية المنسية

• أكتوبر 2023: 120 دولة طالبت بهدنة إنسانية

• ديسمبر 2023: 153 دولة طالبت بوقف فوري لإطلاق النار

• ديسمبر 2023 (لاحقًا): 158 دولة طالبت بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار

لكن جميع تلك الدعوات قوبلت بالرفض الإسرائيلي والدعم الأمريكي المستمر، مما جعل المجتمع الدولي يواجه تحديًا أخلاقيًا وسياسيًا كبيرًا في وقف المأساة.