الأمم المتحدة: قتل الباحثين عن الغذاء في غزة “غير مقبول”.. والمطلوب تحقيق دولي عاجل
كتب / هاني حسبو
أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المدنيين الفلسطينيين الباحثين عن الغذاء، واصفًا ذلك بأنه “أمر غير مقبول”.
وطالب بإجراء تحقيق فوري ومستقل لضمان المساءلة، ومحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على المدنيين.
وجاءت تصريحات غوتيريش عبر نائبه المتحدث الرسمي، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، وفق ما نشره موقع “أخبار الأمم المتحدة”.
مجازر متكررة في رفح وخان يونس
صباح اليوم الأربعاء، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث قتلت 13 مواطنًا وأصابت أكثر من 120 آخرين، خلال إطلاق نار استهدف حشود المواطنين المجوعين قرب نقاط توزيع المساعدات في رفح والنصيرات جنوب ووسط القطاع.
وفي مجزرة مشابهة يوم أمس الثلاثاء، استشهد 51 مواطنًا وأُصيب أكثر من 200 آخرين، بينهم نحو 20 بحالة حرجة، في منطقة دوار التحلية بمحافظة خان يونس، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الأمريكية المزعومة.
غوتيريش: لا مبرر لاستهداف الجوعى تحت الحصار
أكد غوتيريش أن استهداف المدنيين الباحثين عن الطعام “انتهاك صارخ” للقانون الدولي الإنساني، داعيًا إلى احترام المبادئ الإنسانية والسماح بإدخال المساعدات فورًا ودون عوائق.
وأضاف أن الاحتياجات الأساسية في غزة “هائلة ولا تزال غير ملباة”، داعيًا إلى تمكين الأمم المتحدة وجميع الجهات الإنسانية من العمل بأمان في القطاع.
الاحتلال يحوّل المساعدات إلى “مصائد موت”
منذ فرض الحصار الكامل على غزة في 2 مارس/آذار الماضي، يتعمد الاحتلال استهداف مراكز توزيع المساعدات، ما أسفر عن استشهاد المئات من المواطنين.
وتشير تقارير أممية إلى أن هذه السياسات تهدف إلى تهجير السكان قسرًا ضمن استراتيجية تطهير عرقي ممنهجة.
وبحسب الإحصائيات، فقد استُشهد أكثر من 397 مواطنًا، وأُصيب نحو 2950 آخرين منذ 27 مايو/أيار 2024، بعد أن حوّل الاحتلال نقاط التوزيع إلى كمائن مفتوحة للقتل.
“مؤسسة إنسانية” متهمة بالتواطؤ
وتشير أصابع الاتهام إلى ما يُعرف باسم “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية“، وهي كيان ذو صبغة إسرائيلية-أمريكية، حيث تُتهم بأنها تعمل كغطاء لفرض معادلة القتل والتجويع تحت شعار العمل الإنساني، وهو ما ترفضه الجهات الأممية والفلسطينية بشدة.
184 ألف شهيد وجريح منذ بدء الحرب
منذ اندلاع العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت إسرائيل ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان غزة، أودت بحياة ما يقرب من 184 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
كما تتفاقم أزمة المجاعة يومًا بعد يوم، وأودت بحياة مئات من المواطنين، بينما يعيش مئات الآلاف في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل في كافة أنحاء القطاع، من شماله إلى جنوبه.
