أراء وقراءاتالمجتمع

    الأنثى والمجتمع .. بقلم : محمد بهى

صورة ارشيفية

يتمسك مجتمعنا الشرقى بالعادات والتقاليد والعرف واحيانآ بما يسمى  ( العيب ) أكثر من تمسكه  بتعاليم الدين واحكام الشرع وخاصة فى نظرته الظالمة للأنثى فى جميع مراحل حياتها . فاذا بُشر الاب بان المولود انثى تصيبه الكأبة وترتسم على وجهه علامات الحزن وان حاول اخفاءها .

وعندما يمر بها العمر وتصبح زوجة يفرض عليها المجتمع نمط حياة قد لا يروق لها  ،ويجبرها على تحمل الحياة مع زوج لا يعاملها بالمودة والرحمة التى امرنا بها الله خوفآ من ان تحمل لقب مطلقة . وهى لاتخشى الطلاق فى حد ذاته ولكنها تفزع من نظرة المجتمع للمطلقة والتى تراها فى عيون كل الناس حتى أهلها  فيعتبرون طلاقها وصمة عار للعائلة . وصديقاتها يخافون على أزواجهم منها ، ومعظم الرجال يتعاملون معها بأى نوع من انواع التحرش حتى ولو بالنظرة ، والشباب المقبل على الزواج لا يفضلونها لانها فقط تحمل لقب مطلقة ، والعكس تماما يكون مع الرجل.

من المؤسف والمحزن ان مع انتشار العلم والثقافة وتطور المجتمع نجد الاعلام وخاصة فى البرامج الدرامية يقدم لنا المطلقة فى  دور المرأة المستهترة التى تترك اولادها من اجل عشيق او انها تبحث عن المال والشهرة. ويتغاضى عن حق المرأة فى طلب الطلاق اذا استحالت الحياة مع زوج لايقدس الحياة الزوجية او انها خافت الا يقيما  حدود الله. واذا اصبحت ارملة نجد ابنائها يرفضون زواجها مرة اخرى مع العلم ان لو كان الاب مكانها   سيبحثون له عن زوجة  .

وبما ان المجتمع يتكون من  الافراد والمؤسسات فلا بد من التكاتف والتعاون من اجل تغيير هذه النظرة الظالمة لان الانثى هى الابنة والاخت والام . فلابد من انتشار الوعى الدينى لافراد المجتمع  عن  طريق تجديد الخطاب الدينى واعلاء الدين والشرع على العادات والتقاليد والموروث الاجتماعى وتصحيح دور الاعلام فى تناول موضوعات الانثى  فى المجتمع الشرقى.

كما لابد من اعطاء الأنثى كامل حريتها فى تقرير مصيرها بما يتناسب مع ثقافتها وانسانيتها و كرامتها  كحق انسانى مشروع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.