الأونروا تحذر: جيل كامل في غزة مهدد نفسيًا وصحيًا بسبب سوء التغذية وتلوث المياه
تحذير أممي من كارثة إنسانية غير مسبوقة

كتب – محمد السيد راشد
حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة، مؤكدة أن جيلًا كاملًا من الأطفال مهدد بأزمات نفسية وصحية جراء المجاعة، وسوء التغذية، وتلوث المياه، في ظل استمرار الحرب والحصار.
وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا، في تصريحات إعلامية، إن معظم المواليد الجدد في القطاع يعانون من نقص حاد في الوزن والطول بسبب تدهور الوضع الغذائي، مشيرًا إلى أن الأزمة بلغت مستويات غير مسبوقة تهدد حاضر ومستقبل السكان، وخاصة الأطفال.
الحل يبدأ بوقف إطلاق النار
وأكد أبو حسنة أن “الحل الحقيقي يبدأ بوقف إطلاق النار”، لافتًا إلى أن استمرار العمليات العسكرية يمنع التعامل الجدي مع هذه الكارثة الإنسانية، مضيفًا أن “الوضع لا يحتمل مزيدًا من التأخير”.
وأشار إلى أن غزة تحتاج يوميًا إلى دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية، غير أن العوائق الأمنية والإجراءات الإسرائيلية تعرقل عمليات الإغاثة، داعيًا إلى توفير ممرات إنسانية آمنة لضمان وصول الإمدادات إلى السكان.
تلوث المياه وانتشار الأمراض
وأضاف أن محطات تحلية المياه في غزة باتت مدمرة أو متوقفة عن العمل، ما تسبب في تلوث واسع لمصادر المياه، الأمر الذي أدى إلى انتشار أمراض معوية وجلدية خاصة بين الأطفال.
وشدد على أن المساعدات التي تصل يجب أن تُسلّم إلى مخازن الأمم المتحدة لتوزيعها بشكل عادل ومنظم، محذرًا من أن التوزيع العشوائي يعمّق من معاناة الأهالي، ويهدد فعالية العملية الإنسانية.
جيل يعاني بصمت
وفي ختام حديثه، أكد أبو حسنة أن الأوضاع المتفاقمة في غزة تنذر بكارثة ممتدة، قائلاً: “نحن أمام جيل مهدد نفسيًا وصحيًا بشكل لا يمكن معالجته لاحقًا، وإذا لم يتحرك العالم الآن، فإن الكارثة ستكون أعمق بكثير مما نتصور”.