الصراط المستقيم

الإبتلاءات وحبل الله المتين

بقلم / ممدوح الشنهوري

تعددت انواع الإبتلاءات في الحياة لدي البشر …ولكن ظل أقواها هي إبتلاءات الأنبياء، لأن كل منهم عليهم السلام، لاقوا من الإبتلاءات ما لم يلاقوه بشر في الحياة، ولهذا ربنا عز وجل، ضرب لنا مثلا بهم في كتابه العزيز، في القرآن الكريم، بالأيات القرآنية في سور عدة من القرآن الكريم ، وكل إبتلاء نبي علي حدة، لنقف دائما عند تلك الأيات أو السور القرآنية، عند كل إبتلاء يمر بنا أو نتعرض له في الحياة،  لتكون تلك الآيات التي ذٌكر الله عزاءنا  الوحيد، علي التحمل والصبر بالعزيمة والإيمان علي قضاء الله وقدره، فيما إبتٌلينا به من مصائب في الحياه . لهذا يقولون دائما هو أن الإبتلاء ” الجلل ” في الحياة للإنسان هو من ميراث الأنبياء.

وقد يختلف إبتلاء الإنسان في الحياة، من شخص الي آخر، ولكن تظل دائما الألام واحدة في نفوس المبتلئين، ولكن من رحمة الله تعالي علي عباده، بأنه عندما يضع الإبتلاء في الإنسان، يضعه علي قدر ما به من إيمان وقرب منه، حتي لا يحمله فوق طاقتة، وهذه هي رحمة الله عز وجل الكبري علي عبادة الصالحين ، لإنه لو حملهم فوق طاقتهم من إبتلاء، لجذعوا بالأقدار ،حاشي وكلا لله، ولكن من رحمته عليهم بأنه يبتليهم احيانا ، ليطهرهم من آثامهم أو ذنوبهم في الحياة ، أو إنهم ليحبهم، ليعودوا اليه أنقياء القلوب من جديد، أو كما ولدوا في الدنيا أو الأخرة ، أو يبتليهم ليرفع من درجاتهم و شأنهم عنده ليكونوا في أعلي الدراجات، حسب إرادة الله لهم، إن كان أجرهم سيأخذونه في الدنيا، أو في الأخرة .

ولكن بما أن الأنبياء غير البشر في إبتلاءهم، بسبب مكانتهم وفضلهم عند ربهم سبحانه وتعالي، لإنهم  مختارون ومسيرون ومفضلون بالإيمان القوي من عنده ، لهذا منهم من كان يعلم إنه في إبتلاء من عند الله، فكان يلزم الأدب والصبر  مع الله، مثل سيدنا ”  أيوب ”  عليه السلام، والذي إبتٌلي بالمرض الطويل، حيث كان من حٌسن أدبه وصبره علي إبتلاء الله له، إنه كان يستحي من الله عز وجل أن يطلب منه الشفاء، ولم يطلبه الإ بعد أن طال إبتلاءه مع المرض وسئم منه الجميع حتي أهله… !!؟؟ ، بعد ان  جٌزعوا من تحمله، فدعا ربه في النهاية ولكن  بكل أدب وتٌقي ونادي ربه بالأية الكريمة من سورة الأنبياء ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) . ليخخف الله ما به من إبتلاء، لينال بعدها رحمة الله في كل شيء من صحة ومال وأولاد وكان هو الجزاء العظيم للصبر علي الإبتلاء من الله عز وجل .

وهناك من الأنبياء من كان له دراجات في التحمل علي الإبتلاء بالعلم مسبقا من الله عزل وجل، حتي لا يحمله الله فوق طاقتة الإ بعلم، لعدم معرفة ما سيمر به في المستقبل فيما سيبتليه به الله به عز وجل، فكان من رحمة الله علبه، أن ارسل الله ما يعلمه به، من إبتلاء، مثل سيدنا يوسف عليه  السلام، حين جاءته أول رساله له من الله عز وجل علي طول إبلاءه برؤيا قصها علي اباه سيدنا يعقوب في صغره وهي تلك الأية الكريمة في سورة يوسف، ” إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) ” لتكون تلك الأيه الكريمة هي أولي المعرفة لسيدنا يوسف ولوالده سيدنا يعقوب بمعرفة بما هو قادم له من إبتلاء وظلم له في حياته القادمة مع إخوتة وظلمهم له الحياة، حتي تحققت له رؤاياه في النهاية ونال عدل وجزاء الله عز وجل علي صبره علي كل ما لاقاه من أذيةو ألم وظلم من الحياة ومنهم، بنعيم وملك دام معه حتي مماته عليه السلام .

وبما أن إبتلاءات البشر تختلف كليا عن إبتلاءات الأنبياء، لذلك دائما ما يضع الله عز وجل حبل متين بينه وبينهم ، ولن ينقطع ابدا مهما طال إبتلاءهم معه، لإنه موثق بالأجر العظيم في النهاية لهم، علي صبرهم علي أقدار الله فيما إبتلاءهم به، لإن هذا وعده لهم، كما وعد أنبياءهم من قبل .

وقد يضعف أو يقوي ذلك “الحبل ”  الذي بينهم وبين الله عز وجل عند الإبتلاء، حسب ضعف أو قوة الإيمان عندهم ، او من شخص الي أخر، بسبب تكالب الإبتلاء عليهم، أي كان نوعه، وبسبب خلق الله بأنهم خٌلقوا بشر ضعفاء، يصارعون ” وسوسة ابليس” لعنة الله عليه، تارة وكذلك الدنيا وما بها من حرمان من متاع عند الإبتلاء و الذي سيصابون به تارة أخري ، مع مصارعة للنفس والهوي أيضا ، الإ إنهم في النهاية، سينتصرون بجبر من الله عز وجل ، لإن إختيار الله لهم في إبتلاءتهم لن تكون لها في النهاية الإ الأجر العظيم، كما وعدهم الله عز وجل في كتابه العز ” إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ “

ولهذا نقول في نهاية هذا المقال لكل مبتلي في الحياة …

صبرا فإن الله لا يضيع أجر الصابرين ان شاء الله .

الإبتلاءات وحبل الله المتين 2

 ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.