” المبادرة العربية للتعريف بسوق وشهادات الكربون “
"الجوجوبا ودورها فى الحد من الإنبعاثات الكربونية"
كتب. إبراهيم عوف
نظمت جمعية عين البيئة أمس الأحد الثالث من سبتمبر، المحاضرة الخامسة والعشرين من فاعليات ” المبادرة العربية للتعريف بسوق وشهادات الكربون ” تحت عنوان :
“الجوجوبا ودورها فى الحد من الإنبعاثات الكربونية”
قدمها الدكتور، وليد أبو بطة الأمين العام المساعد للاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية، وعضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة بمعهد البساتين بجمهورية مصر العربية، أدار اللقاء الأستاذة ريان بابكر مديرة منظمة
زا بردايز للسلام والتنمية المستدمة من دولة السودان الشقيق. و ذلك برعاية شبكة بيئة ابو ظبي بدولة الامارات العربية المتحدة.
وكانت المشاركة، الحضور ، و منح شهادات الحضور كل ذلك مجاناً عبر الرابط:
https://bit.ly/43enC7y
في البداية وبعد الترحيب بالحضور قال د. وليد ابو بطة : “تعانى معظم الدول العربية من وجود مساحات شاسعة من ” الاراضى الصحراوية والتى يصعب زراعتها بالمحاصيل التقليدية, نتيجة عوامل مختلفة سواءا تركيب التربة, او الملوحة, او نتيجة عدم وجود مياه صالحة للاستخدام فى الزراعة, كما تمثل الانبعاثات الكربونية و غاز الميثان اكبر الملوثات للمناخ ومن العوامل الرئيسة لظاهرة “الصوبة الدفيئة”.
وأضاف، الجوجوبا (Simmondsia chinensis (Link) Schneider) شجيرة مستديمة الخضرة من ذوات الفلقتين وحيدة الجنس ثنائية المسكن، ذات سيقان عديدة يتراوح ارتفاعها من متر إلى 4 أمتار، تبعا لظروف النمو, اوراقها سميكة جلدية, و يتم التلقيح بالرياح نظرا لان ازدهارها عديمة الرائحة غير جاذبة للحشرات, وتحمل الازهار فى أباط الأوراق على الافرع حديثة النمو, ولا تحتاج الاشجار للتقليم بشكل كبير “.
و اوضح د. وليد أن للجوجوبا قدرة عالية على تحمل الظروف البيئية الصعبة من درجات حرارة مرتفعة وجفاف وملوحة حيث تتحمل حتى 6000 جزء فى المليون, علاوة على قلة حاجتها للرعاية والخدمة نظرا لقلة إصابتها بالأمراض, وللجوجوبا استخدامات متعددة مثل احزمة خضراء حول المجتمعات الجديدة لحمايتها من زحف الكثبان الرملية, كما تستخدم كمراعى للابل والماعز.
ترجع الاهمية الاقتصادية للجو جوبا للعائد الاقتصادى المرتفع من المحصول, حيث تحتوى بذورها على شمع سائل يطلق عليه مجازا زيت الجوجوبا, ويمثل حوالى 40% من وزن البذور, ويعتبر اقرب الزيوت النباتية لزيت كبد الحوت, حيث يحتوى على احماض دهنية غير مشبعة وفيتامينات (أ, هـ) مما يتيح استخدامه للحفاظ على حيوية البشرة والشعر, لذا يدخل فى صناعات مستحضرات التجميل والمراهم الطبية لعلاج المشاكل الجلدية, كما يتميز بدرجة انصهاره العالية التى تتعدى 400 درجة مئوية لذا فيستخدم كزيت تبريد للمحركات الكبيرة, بالاضافة لعدم احتوائه على المركبات الكبريتية مما يساعد فى اطالة عمر المحركات, كما يستخدم لانتاج الوقود الحيوى مما يساعد ايضا فى الحد من الانبعاثات الكربونية, بالاضافة لانتاج علف حيوانى من مخلفات عصر البذور.
كما تساهم زراعة الجوجوبا فى تنمية الاراضى الهامشية والحفاظ على مصادر المياه العذبة فى المناطق الجافة وشبه الجافة.
واشار إلي أن زراعة الجوجوبا تعتمد على مياه الصرف المعالج أحد النماذج التطبيقية للاستثمار البيئى، ووسيلة امنة للتخلص من مشكلة مياه الصرف وتقليل الانبعاثات الكربونية, حيث تحقق العديد من الفوائد مثل تحسين جودة الهواء من خلال زيادة اطلاق الاكسيجين وبخار الماء فى الهواء, وتقليل نسبة ثانى اكسيد الكربون مما يساهم فى تغيير المناخ فى منطقة الزراعة, كما تساهم فى تحويل الاراضى الهامشية لمورد اقتصادى هام يساهم فى توفير فرص عمل وتحسين معيشة المجتمعات
وعليه فان زراعة الجوجوبا تساهم فى تحويل الاراضى الهامشية لمورد اقتصادى هام وتحقيق عائد اقتصادى مجزى من هذه الاراضى وتحسين سبل حياة المجتمعات المحلية.
وأضاف د. وليد كما تساهم بفعالية عند زراعتها على مياه الصرف المعالج فى الحد من الانبعاثات الكربونية, وتقليل الاحتباس الحرارى, وتقليل المشكلات البيئية التى تسببها مياه الصرف, والحفاظ على المجارى المائية والمياه الجوفية وايقاف تدهور التربة, بالاضافة إلى المردود الاقتصادى الذى يساهم فى تحسين الاحوال المعيشية للسكان المحليين.