الصراط المستقيم

الإتقان والإحسان فى الأعمال وفي يوم عرفة

بقلم.ا.د/ نادية حجازى نعمان

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتقن الانسان عمله: ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه). فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، والمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشى وعادة الإتقان تكسب الأمة المسلمة الإخلاص في العمل لارتباطه بالمراقبة الداخلية للسلوك ، كما أنها تجرد العمل من النفاق والرياء.وصفة الإتقان وصف الله بها نفسه لتنقل الي عباده (صنع الله الذي اتقن كل شئ ) النمل 188.
وهناك علاقة متداخلة بين الإتقان والإحسان غير أن الإتقان عمل يتعلق بالمهارات التي يكتسبها الإنسان بينما الإحسان قوة داخلية تسرى في كيان المسلم، وتتعلق في ضميره وتترجم إلى مهارة يدوية أيضا، فالإحسان أشمل وأعم دلالة من الإتقان.
إن الإحسان ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن…. الشعور أثناء العمل بأن الله يرانا أو كأننا نراه، هو تعريف الرسول صلعم للإحسان و يقول الله تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات، تم اتقوا وامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) المائدة .فإذا كان المسلم مطالبا بالعبادة، فأن هناك تفاوتا بمجالات الإحسان …..أمر الله بالا حسان إلى الوالدين، مع دوام الإحسان في كل شي، يقول الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القرى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) النساء ]36، فالإحسان بنص هذه الآية انفتاح على قطاعات كثيرة والجهد المبذول في سبيل الإحسان إليها ذا قيمة اجتماعية يراعى فيها رضاء المولى عز وجل لقوله تعالى: (وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) والرسول صلى الله عليه وسلم يربط بين الإتقان والإحسان فيقول: (( إن الله كتب الإحسان على كل شيئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) ، فالإحسان هنا مرادف لكلمة الإتقان. وأول عمل يتطلب الإتقان في حياة المسلم هو الصلاة حيث يطالب ما في السابعة ويضرب عليها في العاشرة، فإذا وصل مرحلة الشباب والتكليف كان متقنا للصلاة محسنا أداءها، فالمسلم في الصلاة يتقن عددا من المهارات المادية والمعنوية، فإقامة الصلاة و ما يطلب فيها من خشوع واستحضار لعظمة الخالق، وطمأنينة الجوارح، وتسوية الصفوف، ومتابعة الإمام، تم ممارسة الصلاة خمس مرات في اليوم كل هذه من الممارسات الي تتطلب التعود على الإتقان حيى تنتقل هذه العادة من الصلاة إلى سائر أعمال المسلم اليومية دنيوية أو أخروية. إن الإحسان دعوة إلى إيجاد الشخصية المثلى , وقد اختصر القرآن الكريم الصورة الإنسانية المثالية في آية واحدة؛ يقول تعالى: (وقولوا للناس حسنا) وللوصول إلى شخصية المسلم التي تحققت فيه معاني الإحسان نرى للنفس تتحقق فيها كثير من الصفات، منها قول الله أن : (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران ويقول سبحانه وتعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت وقد وصف الله سبحانه الأنبياء جميعا بأنهم من المحسنين الذين يستحقون حسن الجزاء عند الله لأنهم كانوا يجاهدون أنفسهم خوفا من الله وتقوي، بقول، الله تعالم: (إن المتقين فى جنات وعيون آخذي. ما آتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون )
نحن فى لحظات هامة ونادرة..فإذا كانت ليلة القدر مجهولة فإن يوم عرفة معلوم وإذا كانت ليلة القدر تتنزل فيها الملائكة فاليوم يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا بنفسه…شمروا بإحسان وتفانوا وأرفعوا أيديكم للدعاء بإحسان…إدعوا وأنتم موقنين بالإجابة وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :أني لاأحمل هم قبول الدعاء ولكني أحمل هم الدعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.