الاخلاص أصلا في اللغة النقاء والصفاء من أي شوائب.. و المقصود به شرعا أن تتبع الإسلام خالصا من أي ديانة آخرى…… يقول الأستاذ سيد قطب في تفسيره “في ظلال القرآن” لقوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص (الزمر: 2-3): “. القلب الذي يوحد الله يؤمن بوحدة الناموس الإلهي الذي يصرف الوجود كله، ويؤمن إذن بأن النظام الذي اختاره للبشر هو طرف من ذلك الناموس الواحد، لا تصلح حياة البشر، ولا تستقيم مع الكون الذي يعيشون فيه إلا باتباعه، ومن ثم لا يختار غير ما اختاره الله من النظم، ولا يتبع إلا شريعة الله المتسقة مع نظام الوجود كله ونظام الحياة.” ويقول الإمام القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: وما أمروا الأ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء (البينة: 5 ) حنفاء أي مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام.” أما الرياء هو أن”تري الناس ما تطلب به مدحهم، أما ما دون طلب المدح فلا يعد رياء؛ فالمدح هو الخط الأحمر.. وهذا هو ما ذمه الله تعالى، ولا يعطي ثوابا عليه، لينبهنا لضرره الشديد حتى لا نفعله، كما يقول محذرا إيانا منه: يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) النساء: 142)، و قال فيه الإمام الطبري: “لم يعملوا لميعادهم ولا لطلب ما عند الله في الآخرة، ولكنهم عملوه رئاء الناس، وطلب حمدهم؛ فحظهم من أعمالهم ما أرادوه وطلبوه بها والرياء يضر النفس ويضر الغير.. يضر النفس بجعلها تهتم بالظاهر السطحي دون حقائق الأمور، والسعي لتحقيق الأفضل، وجعلها معذبة ذات وجهين، برضي هذا بإغضاب ذاك؛ فتبقى مشتتة الذهن قلقة، كما أنها تكون سيئة الخلق مضرورة بذلك إذا لم يرها أحد.. وتضر الغير بخداعه وبالتالي تقطيع العلاقات بينهم وسوئها.. يقول تعالى عن نعمة الإخلاص، وأنه سبب أساسي في راحة البال، وعدم تشتيته بمحاولة إرضاء البعيدين عن الله والإسلام. أخرج أبو داود في مراسيله عن عطاء الخراساني أن رجلا قال: إن بني سلمة كلهم يقاتل؛ فمنهم من يقاتل للدنيا، ومنهم من يقاتل ابتغاء وجه الله؛ فأيهم الشهيد؟ قال: “كلهم، إذا كان أصل أمره أن تكون كلمة الله هي العليا. لو حدث منك بعض رياء فاستغفرت منه في أثناء العمل أو آخره أو بعده غفر الله لك بكل تأكيد كما وعد بذلك في قوله: إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (الزمر: 53) . فالمسلم إما أن يترك المنكر بصورة فردية أو بصورة جماعية؛ فهو بذاته يقاومه ويتبع الخير، ثم يتواجد في وسط صحبة صالحة تذكره بكل خير وتعينه عليه وتنسيه كل شر وتمنعه منه، كما يقول تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة: 2)، وكما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم. عن أثر الرفيق الصالح في الإصلاح والإسعاد.