دعوة في بريطانيا لضرب مكة المكرمة بالنووي لمعاقبة المسلمين
الارهابي بارنهام دعا الى قتل المسلمين وتفجير مساجدهم
بقلم / الدكتور محمد النجار
عندما يتحدث العالم عن الإرهاب وجرائم القتل والتحريض عليها ، سرعان ما ترتفع أصوات في الشرق والغرب بل أحيانا من بعض المنتسبين للإسلام بهتانا وزورا بأن الارهاب حتما من المسلمين .. لكن الواقع يشهد بأن أحداثا كثيرة لم يكن المسلمون طرفا فيها بل ولم تحدث مثل تلك الحوادث من المسلمين أصلا.
وأسوق لكم اليوم مثالا صارخا على الارهاب في بريطانيا العظمي زعيمة الغرب القديم والحديث ، فقد قام المواطن البريطاني ((ديفيد بارنهام)) وعمره (36)عام بإرسال رسائل مجهولة في مظاريف بيضاء مع طوابع من الدرجة الثانية، تدعو لتحديد يوم 3 أبريل العام الماضي 2018 للانتقام ومعاقبة المسلمين وأسماه : “يوم معاقبة المسلم”.
أشكال الانتقام عند ((ديفيد بارنهام)) من المسلمين :
حدد ((ديفيد بارنهام)) أشكال الاعتداءات للانتقام من الضحايا المسلمين ، وهي بين السب اللفظي وحرق المساجد، وأعلاها ضرب مكة بقنبلة نووية للتخلص من مقدسات المسلمين ومواطن إلهامهم .
والأغرب من ذلك ان هذا البريطاني قد شجع الاعتداء على المسلمين بتخصيص مكافآت للمعتدين وقيمة المكافأة حسب نوع الاعتداء والضرر الناتج عنه ، كما حدد نقاطا لكل جريمة كالتالي :
10 نقاط للاعتداء اللفظى على المسلم
25 نقطة مقابل نزع حجاب امرأة مسلمة
50 نقطة مقابل رش مادة الاسيد الحارقة على وجه مسلم
100 نقطة مقابل الضرب المبرح
250 نقطة مقابل تعذيب مسلم بالصعق الكهربائي او السلخ
500 نقطة مقابل قتل مسلم بمسدس أو سكين او دهس بالسيارة
1000 نقطة مقابل تفجير أو حرق مسجد
2500 نقطة لضرب مكة بقنبلة نووية
وتم اتهام الارهابي ديفيد بارنهام بارتكاب (14) جريمة مختلفة غير تلك الجريمة في التحريض على قتل لمسلمين ، وألقت الشرطة البريطانية القبض عليه في شهر نوفمبر الماضي واتهامه بإرسال هذه الرسائل، فضلاً عن ارتكابه 14 جريمة مختلفة ، وصدر ضده يوم الثلاثاء الماضي3-9- 2019 حكما بالسجن 12 عامًا و6 أشهر.
وكانت منظمة “ تل ماما ” البريطانية -غير الحكومية- قد اشارت الى عدد 37 حادث عنف تم ارتكابها ضد المسلمين بعد الرسائل التي وزعها ” ديفيد بارنهام” .عام2018م.
وبالنظر لهذه الجريمة وذلك الحقد الأسود ، يتبادر الى الذهن: هل تم رصد أي جريمة مماثلة في أي بلد عربي أو اسلامي يحرض على قتل المسيحين أو اليهود (غير الصهاينة المحتلين)في بلاد المسلمين مثل تلك الجريمة النكراء التي دعا اليها ديفيد بارنهام بقتل المسلمين المسالمين في بريطانيا والقاء قنبلة نووية على مكة ، هل تم رصد أي دعوة من مسلم لضرب الفاتيكان بقنبلة نووية؟ أو أي مكان للعبادة للمسيحين او اليهود أو أي ديانة اخرى؟
إن جرائم الارهاب ضد المسلمين في اوربا وامريكا والغرب بشكل عام وجميع انحاء العالم تشهد أن موجة الكراهية ضد الاسلام والمسلمين تتزايد وتيرتها ، وحادث نيوزلندا الذي نتج عنه مقتل اكثر من خمسين مسلما داخل المسجد شاهد على ذلك .
إن القواعد الاسلامية الأخلاقيَّة تنبع من “عدم قتال مَن لم يُقاتِل”، بل و تحريم الاعتداء على الآخرين بغير حقٍّ، وعدم الاعتداء على الأبرياء بغير ذنب.
انها القواعد الاخلاقية والاحكام التي وردت في الدستور الاسلامي والتشريع الإلهي المتمثل في القرآن الكريم :
(( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ سورة البقرة190
وما ورد في الدروس العملية للمسلمين والتوجيه النبوي متمثلا في الحديث الذي ورد في الصَّحيحَين (البخاري 3014 ، ومسلم 1744) :
أنَّ امرأةً وُجدت في بعض مغازي النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – مقتولة، فأنكر رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – قتْلَ النِّساء والصِّبيان)). وفي لفظ: “فنهى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – عن قتْلِ النِّساء والصِّبيان”
وفي غزوة حنين ، أخرج الامام أحمد وأبو داود بسند صحيح: أنَّ النبي ﷺ خرج في غزوة غزاها، وعلى مقدمته خالدُ بن الوليد، فمرَّ أصحابُ النبي ﷺ على امرأةٍ مقتولة ممَّا أصابتِ المُقدِّمة، فوقفوا ينظرون إليها، ويتعجَّبون من خَلقها، حتى لحقهم رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – على راحلته، فانفرجوا عنها، فوقف عليها رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: (((ما كانتْ هذه لتقاتِل)))، فقال لأحدهم: (((الْحقْ خالدًا فقلْ له: لا تقتلوا ذُريَّة، ولا عسيفًا ))) رواهأحمد 17158، وأبو داود 2669 .
ومعنى العسيف : أي الأجير الذي يعمل ولايحارب.
وفي رواية في سنن البيهقي الكبرى(17934)وغيره:
(((ولا تقتلوا وليدًا طِفلًا، ولا امرأةً، ولا شيخًا كبيرًا ))).
وكان من وصايا خليفة المسلمين الأول أبي بكر الصديق لجنوده :
(((لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيرًا هَرمًا، ولا تقطعوا شجَرًا مُثمرًا، ولا تُخرِّبُنَّ عامرًا، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيرًا إلَّا لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلًا ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن))). إرشاد الفقيه 2/ 320
و عندما يقارن الانسان المنصف بين ما ورد اعلاه في القرآن الكريم ووصايا النبي وخلفاءه ، وبين بعض ماجاء في الكتب المقدسة لليهود والنصارى سيجد القارئ على سبيل المثال وليس الحصر :
ورد في سفر حزقيال (6:9) :(((لا تُشفق أعينُكم ولا تعفوا الشَّيخ والشاب والعَذراء والطِّفل والنِّساء ، اقتلوا للهلاك(((.
وفي سفر صموئيل الأول(3: 15) : (((فالآن اذهب، واضربْ عماليق، وحرِّموا كلَّ ما له ولا تعفُ عنهم؛ بل اقتلْ رجلًا وامرأًة، طفلًا ورضيعًا، بقرًا وغنمًا، جملًا وحمارًا))).
واترك القارئ أيا كان دينه أو جنسيته يتبين بنفسه إن كان منصفاً الفارق بين تعاليم الاسلام والقرأن الكريم الذي هو دستور الاسلام والأمة المسلمة وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم القولية والعملية ووصايا خلفاءه من بعده التي تنص على عدم قتل الطفل والمرأة والشيخ والعامل الأجير ، بل والتوصية الحازمة بعدم قطع الشجر المثمر أو حرق النخل وتمتد الى الحيوان فلا يتم ذبحه إلا لأكله .
فأيهما يَدينُ بالإرهاب ويأمر بالقتل بلا رحمة .. هل الاسلام بتعاليمه ورحمته أم اليهودية والنصرانية بقسوة نصوصهم وظهرت في أفعال أتباعهم التي لا ترحم طفلا ولا تعذر امرأة أو شيخا ..ولا تترك حيوانا أو انسانا ..
أهو الجهل والحماقة التي يحكمون بها على الاسلام والمسلمين بالإرهاب ؟؟
أم أنه الحقد الأسود والتضليل والضلال وكراهية الحقيقة وتدمير البشرية؟؟
انها رسالة الى كل العقلاء لقراءة متأنية لتعاليم الله في قرآنه الكريم واحاديث نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بدون تحيز مسبق لأي جهة ثم الاختيار بأمانة الله لإنقاذ البشرية .
د.محمد النجار