الإستيطان يلتهم كامل فلسطين في ظل الصمت الدولي المذهل
المقاومة هي خيار البقاء الوحيد للفلسطينيين

بقلم أيقونة الإتزان / السفير أحمد سمير
بعد ما أعترف 157 دولة حول العالم من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بفلسطين وحقها في الحياة وهذا لم يحدث إلى الان ظهر لنا ما كنا نغفل عنه مؤقتا بسبب أحداث غزة هو ما يحدث كل يوم في الضفة الغربية والقدس الشرقية الأمر لا هو نزاع ولا هو توتر أمني.
تسارع الاستيطان وشرعنة الاحتلال
ما يجري هو عملية التهام كامل للأراضي الفلسطينية، فقد ارتفع البناء الاستيطاني بشكل سريع مما سمح بشرعنة المخيمات الاستيطانية، وتحويل أي تلّة إلى “موقع تاريخي يهودي”، ونقل مكثف للمستوطنين… وهذا كله في أرض محتلة معترف بحقها في الحياة، يعني ما يتم هو خرق للقانون الدولي بشكل كامل لكن مين بيحاسب؟
اللهم من بيانات شجب “ناعمة” تُرمى في الجو مثل بخاخ معطّر داخل مكب نفايات.
روتين دموي للمستوطنين
الهجمات على الفلسطينيين أصبحت جزءًا من الروتين اليومي ..المستوطن يصحى، يفطر يشرب قهوته، يروح يسرق محصول الزيتون، ويحرق المزرعة، ويهاجم الأطفال والنساء، ثم يعود للبيت قبل الغروب لزوجته وأولاده يعني غلبان بيشقي
أما الجيش الصهيوني؟ فهو خدمة التوصيل المجاني أشطر من طلبات: اعتقالات، قتل، اقتحامات، دعم لوجستي كامل كله موجود بس أنت تؤمر هذا نظام استيطان كامل… نسخة 2025 المطوّر.
باختصار: الاحتلال لا يريد فقط أن يطردك من أرضك… يريد أن يُثبت للعالم أنك لم تكن هنا من الأصل
الصمت … أقوى منظف لتبييض الجرائم
الصدمة ليست فيما تفعله إسرائيل فنحن نعرف أنها مشروع استيطان ودولة لقيطة الصدمة الحقيقية في الصمت المذهل لمن يفترض أنهم قادة “النظام الدولي” وحماة القيم” ومناديب حل الدولتين فالغرب؟ تصريحات، إدانات، بيانات منمّقة… وبعدها
“نعم، سنستمر في بيعكم السلاح والدعم غير المحدود، وليس بين الخيرين حساب أقتل أنت بس والحساب يجمع
والأمم المتحدة؟ تقارير تقول إن الاستيطان “قد يشكل جريمة حرب”
“قد”؟ وبعد حرق الضفة والقدس بكاملها يمكن تتحول “قد” إلى “غالبًا”
المجتمع الدولي؟ صاحب أكبر مسرحية عبثية في التاريخ
نصفهم يوقّع اتفاقيات تجارية عند الفجر، ويصدر بيانات دعم لفلسطين عند الظهر،
ثم يوسّع تجارته مع إسرائيل عند المغرب.
وكل ذلك تحت شعار: نحن ملتزمون بحل الدولتين
أي دولتين؟ قصدك
دولة إسرائيل الكبرى؟ ودولة فلسطين الافتراضية اللي هتتأسس فوق القمر؟ ان شاء الله
المقاومة الفلسطينية: خيار البقاء
أمام هذا الانهيار الأخلاقي الدولي، هناك أمر واحد فقط لم يسقط: إرادة الفلسطيني.
ليس لأن الفلسطيني يبحث عن الدم، بل لأن الواقع بسيط وواضح: إذا لم تقاوم… سيتم مسحك من الوجود ببطء وبسلاسة وبابتسامة رسمية أمام الكاميرات.
فالمقاومة الشعبية ليس ترفًا هي محاولة النجاة الأخيرة.
عندما تُحرق أشجارك، وتُسرق أرضك، ويُعتقل أبنائك… لن تبقى لديك رفاهية البقاء صامتًا
المقاومة الدبلوماسية ليس شجبًا ولا استنكارًا… بل ضغط حقيقي: قم بقطع السلاح – جمّد الاتفاقيات – أوقف التجارة؟ غير ذلك فهو كلام للاستهلاك الإعلامي لا يساوي ثمن الحبر.
المقاومة الأخلاقية فضح… كل أفعالهم… بلا تجميل كل صورة، كل قصة، كل طفل… سلاح في معركة الوعي العالمي ضد آلة تلميع الاحتلال.
في النهاية فلسطين تُنهب، والاحتلال يلوّح بالمناديل… فهل ما زلنا نصفق؟
فلسطين تُنهب
ما يحدث في الضفة والقدس ليس “تعقيدًا سياسيًا” إنه اغتصاب أرض في وضح النهار.
والمشهد الآن واضح: إسرائيل تأكل، العالم يتفرج، وبعض المستفيدين يقدمون الملح والبهارات.
فإمّا أن نواجه الحقيقة كما هي: الاحتلال يريد كل فلسطين، أو نستمر في خداع أنفسنا بعبارات “حل الدولتين” التي تُقال بنفس نبرة مدام عفاف اللي معها ختم المصلحة الحكومية
الخيار أمام العالم بسيط: إما أن تقف في صف الضمير… أو في صف الاحتلال.
والتاريخ يا صديقي لا يرحم، فمن يبرر لصاحب الجرافة اليوم… سيجده واقفًا على باب بيته غدًا.
السفير د. أحمد سمير
عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة
السفير الأممي للشراكة المجتمعية
رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية






