أراء وقراءات

الإعلام المصرى بين المسئولية والمساءلة

بقلم /مدحت سالم 

يقول الله عزوجل  (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ))[الإسراء:36] . ويقول عزوجل أيضاً فى كتابه الكريم  ((وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  )) الأنعام ١٥٢ .ويقول أيضا مشددا على أمانة النقل والعرض وقدسيتها يقسم بالقلم ومايسطر واليمين وما تخط    ((  ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )) القلم ١  لما لذلك من قدسية وأمانة وشر وميثاق وصون للأعراض.

والناظر بعين النقد للإعلام المصرى هذه الأيام وعبر ردحاً من الزمن من تاريخه المهنى ،يجد العجب العجاب، حيث تاهت الموضوعية وغابت المصداقية فى هوة سحيقة نتج عنها تفسخ واضح فى عرى المجتمع وتأثر الكيان المجتمعى أجمع. ولما لا ألم يقل وزير الإعلام النازى جوزيف جوبلز مقولته الشهيرة التى تتردد على مسامع الجميع ليل نهار (( إعطنى إعلاما بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعى ))  وهو القائل أيضا (( إكذب وأكذب وأكذب حتى يصدقك الناس )) .هذه المقولة وإن إندثر جسد صاحبها إلا أن العمل بها لم يندثر ، بل أصبحت مدرسة إعلامية مقصد لقطاع عريض ممن ماتت ضمائرهم وجف مداد الحقيقة عندهم ،وغدا تزييف الحقائق طبقا إعلاميا أساسيا على المائدة الإعلامية بعد أن كان طبقا جانبيا غير مرغوب. والمائدة الإعلامية تعنى شتى وسائل الإعلام من مقروء ومرئى ومسموع وإليكترونى .

أمانة الكلمة

أخاطبُ الفصيل هذا لأؤكد عليه بمراعاة الصدق والحيدة والموضوعية وأمانة العرض والنقل وصدق الطرح دون تهوين أو تهويل وماذكرته آنفا فى صدر مقالى ومستشهدا بآيات من الذكر الحكيم للتأكيد على خطورة الأمر من أُسه إلى أساسه وأن التنقل بين وسائل الإعلام شتى أمرُ له ضوابط أخلاقية وشرعية بل أنك فى الأساس مسئول أمام ةالله عزوجل عن كافة حواسك التى تستخدمها فى تزييف الحقيقة أو إلباس الحق ثوب الباطل والعكس يحضرنى فى هذا المقام قول النبى صلى الله عليه وسلم (( نضّر اللهُ إمرأًً سمع مقالتى فوعاها فبلغها عنى كما سمعها ………. )) إنه التأكيد على أمانة الكلمة وأمانة طرحها وعرضها ونقلها كما وردت من مصدرها دون تدخل والتأكيد على الصحيح من الخبر دون المكذوب  ومتى تم الإلتزام بالضوابط الإعلامية من رعاية مصالح الوطن ودرء المفاسد عن أركانه وعدم إنتهاك حرمة الحياة الخاصة  وصون الأعراض  وصيانة الأمن والإستقرار والسلم المجتمعى  عندها تكون الديمقراطية فى مأمن وعلا بنيانها وإتسعت مراميها ومقاصدها  .

عناصر العملية الإعلامية

وبما أن أدق تعريف للإعلام بأنه (( عملية إتصال جماهيرى عبر وسائل الإتصال المعروفة والمختلفة ))

كان لزاما على القائمين على أمر الإعلام المصرى وصناعته ووسائله وركائزه التأكيد على مراعاة أدق المعايير العالمية فى عناصر العملية الإعلامية الثلاث وهى (( المرسل – الرسالة – المستقبِل ))  والمرسل هو الوسيلة الإعلامية بشتى أنواعها  والرسالة هى المضمون الإعلامى الذى يرغب المرسل فى توصيله للمستقبل  سواء أكان ذلك المضمون صحيحا أم باطلا قانونيا أم مخالفا  نوع من الحرب النفسية أو غسل الأدمغة أو الإبتزاز النفسى والعاطفى . والمستقبل وهو الجانب المغبون فى هذا الأمر وهو من يستقبل الرسالة سواء أكان عالما أو متعلما أو جاهلا .

ومراعاة المهنية وميثاق الشرف الإعلامى ليس بالأمر الهين بل أنه أمرُ جلل  فيقول الفيلسوف والشاعر الألمانى  فريدريك نيتشة ( إن خدمة الحقيقة هى أصعب أنواع الخدمات )

وإذا كنت فى مقالى هذا أبحث تقييم العملية الإعلامية المصرية  فكان لزاما علىّ تناول أخطر جناحين من أجنحة العملية الإعلامية فى مصر وهما التليفزيون والصحف.

التليفزيون :- وقبل أن نتطرق إلى التليفزيون وبرامجه وما عليه من مآخذ  لابد أن نعلم جميعا أنه أخطر عنصر إعلامى بل أنه حجر الزاوية  فهو صورة تقع عليها عين المشاهد ( المستقبِل )  وتؤدى إلى تحقيق الوعى المجتمعى أو تدميره  وغرس قيم مجتمعية ثابتة  فى الفرد والجماعة  أو نسفها وهنا يرى العالمين الأمريكيين جورج جروبنر  وجروس صاحبا نظريتا :”التثقيف الإعلامى”، ونظرية “الغرس الثقافى” .وقد خلصا هذان العالمان  أن التليفزيون أصبح قوة مسيطرة على الجميع ومصدر رئيسى لبناء تصوراتهم  والذين يشاهدون التليفزيون بكثافة  يكون إدراكهم للعالم الخارجى أقل وتجعل صورة الواقع لدى المستقبل مختلفة عن الحقيقة  وبعد وضع هاتين النظريتين  حدث جدلا كبيرا فى الولايات  المتحدة الأمريكية حول مخاطر التليفزيون وترسيخه وتفننه فى تقديم العنف بصوره المختلفة فى شتى الأعمال الدرامية وعليه ولحرص الحكومة الأمريكية على الأجيال القادمة من النشء فرضت على صانعى أجهزة التلفاز  وضع رقائق إليكترونية داخل الجهاز أطلقوا عليها  V.CHIP  وحرف ال  V يعنى  VIOLENCE أى العنف ومن خلال هذه الرقائق يستطيع أحد الوالدين قطع العمل التليفزيونى متى تضمن مشاهد عنف.

التليفزيون المصرى و شهر رمضان

** ولقد أتحفنا التليفزيون المصرى فى شهر رمضان المعظم فى الأعوام السابقة بأعمال كثيرة منها الغث ومنها الثمين منها ما كان راقيا ومنها ما كان يتقيىء قيحا وصديدا على لسان أبطاله بل يساهم فى خلق جيلا مشوها خلقيا  جيلا تائها يتباهى ويستخدم بعض المفردات والمصطلحات الخارجة والمستقبحة والتى إكتسبها من هذا العمل الشائه تظل على لسانه وفى عقله مستحضرا  شخصية قائلها فى كل المواقف الحياتية والويل والثبور وعظائم الأمور لم يعترض عليه موجها أو منتقدا وخير دليل على التأثير السىء لبعض هذه الأعمال ما قام به بعض الأشخاص فى إحدى قرى الصعيد من زفة أحد الأشخاص بقميص نوم نسائى فى شوارع القرية تجسيدا لزفة ناصر الدسوقى فى مسلسل الأسطورة الذى أصبح قدوة قطاع عريض من الشباب هذه الأيام .

الشبح الإعلانى

ومن السلبيات المرزية التى يمر بها التليفزيون المصرى هذه الأيام وتطل برأسها علينا عبر الفضائيات المختلفة هى توغل وتوحش الشبح الإعلانى على حساب المصداقية الإعلامية بل والنيل منها وهنا بيت القصيد فمتى تحكم الإعلان فى الإعلام فهنا ضاع الإعلام ضياع الأيتام على مأدبة اللئام فبين الإعلان والإعلام علاقة  وطيدة لأن كليهما لا يمكن أن يستغنى عن الآخر وشدة التداخل الغير محسوب بين الإعلام والإعلان تفسد دور الإعلام بل وتشوه الرسالة الإعلامية برمتها  وفى الفترة الأخيرة ثار جدل عظيم حول الصورة الغير لائقة التى ظهر بها الإعلام المصرى وكيف تحول إلى وحش كاسر إجتاح فى طريقه كل الثوابت والأخلاقيات والتقاليد أضحى كعصا موسى تلقفُ ما يأفكون.

فكان لابد من وضع فواصل فولاذية  تحدد دور الإعلام  ومسئولية الإعلان  وتحديد هوية كل نشاط من هذه الأنشطة حيث أن أبجديات تعريف الإعلام أن نشاط  ثقافى وفكرى هدفه الحقيقة المجردة  وهى بكل المقاييس مسئولية أخلاقية فى المقام الأول وكما يقول الفيلسوف والشاعر الألمانى  فريدريك نيتشة (( إن خدمة الحقيقة هى أصعب أنواع الخدمات ))   فالحقيقة المجردة  فى شتى مناحى الحياة أمرُ تنوءُ بحمله الجبال  وعلى الجانب الآخر فالاعلان نشاط تجارى بحت هدفه هدفه الإعلان والترويج ومنذ إختلاط الأدوار وأصبح الإعلام دعاية وأصبح الإعلان غابة ووحوش ضارية فسد دور الإثنين معا وبالطبع لن يكون الإعلام هو الخاسر الأوحد بل أن الإعلان  أيضا يخسر شفافيته ومسئولياته.

ولقد تحول الإعلان فى أحايين كثيرة إلى وسيل إعلامية لتضخيم  الأدوار وتزييف  الحقائق ولجأالمسئولون فى شتى المؤسسات إلى شراء الصفحات الإعلانية  وتحكموا فى كل شىء وزيفوا الحقائق وقدموا للناس اوهام  وأحلام بعيدة كل البعد عن أرض الواقع  بل إن مندوب الإعلان فى أى صحيفة من تلك الصحف أصبح يطاول كبار الكتاب فيها وهنا أصبحت التربة خصبة وملائمة لنمو التزلف والنفاق والميكافيللية واللبلابية وأصبحت المواربة هى التى تحكم الموقف  وقتها تختلط الأمور ويختلط الحابل بالنابل ويحكم الموقف قول أمير الشعراء أحمد شوقى فى مسرحية مجنون ليلى ( حينما أصبح النفاق هو الضمير الجمعى والسمة العامة )

إذا الفتنة اضطرمت فى البلاد           ورمت النجاة فكن إمعة

أُحبُ الحسين ولكن        لسانى عليه وقلبى معه

وهنا تصبح الصحيفة فى مهب الريح  وتكون البضاعة الصحفية فى هذا الصنف من الصحف فى كساد وعندها لا تساوى ثمن المداد الذى كُتبت به لأنها عندئذٍ ينطبق عليها المثل الفرنسى

Pourqoi  acheter un journal quand on peutacheter un journaliste

( أى لماذا تشترى صحيفة إذا أمكنك شراء الصحفى )

‎والنتيجة الحتمية والمآل النهائى لى صحيفة من هذا النوع هى أن تصبح صحيفة صفراء  ويتحول صناع الخبر بها إلى ورثة وأحفاد  (( وليام هيرست )) مدير صحيفة  نيويورك جورنال  والذى تنكر لكل قيم الصحافة الجادة  وإبتكر  أساليب متعددة حققت له عوائد مادية دون الإلتفات غلى الرسائل التنويرية بل أوصى العاملين لديه بإختراع أى معركة مثيرة بها حبكة فنية على حساب المصداقية علاوة على إلتقاط الأحداث قبل وقوعها  وتغليب الإهتمام بالسلبيات  ونش الفضائح  والمزج بين الخبر والرأى والشائعةوذلك أثناء حروبه الصحفية  مع غريمه (( جوزيف بوليترز )) والذى كان على النقيض منه وخصص جزء من ثروته للأعمال الصحفية القيمة  الهادفة  وبعض من صحفنا هذه الأيام أصبح أشد صُفرة من صحافة وليام هيرست بعد أن أصبح سيف تراجع المبيعات وهاجس الإفلاس يسيطران  على إدارات تلك الصحف  فلا مانع لديهم من أى نوع من أنواع الصُفرة الخبرية يطيل أمد الصحيفة بعض الوقت.

دور التليفزيون فى العملية الإعلامية

وعوداً على بدء ودور التليفزيون فى العملية الإعلامية  نجد أن هذه الوسيلة الهامة جدا والتى هى من  الإعلام بمثابة الرأس من الجسد إعتراها الكثير. والكثير من القصور والتسمم  فما فعله الإعلان بالتليفزيون والقنوات الفضائية يندى له الجبين فقد أصبح مهيمنا على أسعار المذيعين فى السوق الإعلامية لقد أصبح سعر المسلسل يتحدد على ضوء الإعلانات التى يمكن الحصول عليها وبدأ النجوم الكبار يسوّقون  المسلسل بإعلاناته وليس بما فيه من مقومات فنية أو درامية أو قيم أخلاقية  مما كان سببا فى ظهور أعمالا فنية هابطة من حيث القيمة ودخلت اسماء كثيرة سوق الإنتاج الفنى وهى غير مؤهلة لهذه الأنشطة فكرا وذوقا ورسالة  ولم يكتف الشبح الإعلانى بالإطاحة بالمادة الفنية الجميلة وفقط ولكنه إركب جرائم أخرى كإنتشار الأدوية  تحت مسميات كثيرة فى مقدمتها المنشطات الجنسية  والعلاج بالأعشاب  وفتح أبوابا كثيرة للخزعبلات  والعلاج بالعفاريت وتحضير الأرواح  وكثير من هذه الأفكار المتخلفة بإسم الصحة والدين  مما إنعكس بالطبع على سلوكيات الناس بل أنه أيضا أجج ويؤجج الحقد الطبقى  والضغينة المجتمعية  فيعرض أنواع من الأطعمة التى لا يقدر عليها  البسطاء وهم كثير فى بلدنا هذا  وكيف لنا أن نتوقع ردة فعل أبناء العشوائيات أمام هذه الإعلانات المستفزة عن أنواع شتى من المشروبات والأطعمة وأنواع من القصور والسيارات الفارهة وهناك ملايين من الشباب بلا عمل ونجد أيضا إعلانات تكرس للإنفاق والسفه بل وتسىء للغة الحوار بكلمات فجة ومبتذلة .

معاول  هدم

إن الإعلان يا سادة أصبح أهم معول من معاول  هدم الإعلام المصرى الذى أصبح لُعبة يلعب بها ويتقاذفها صناع الآلة الإعلامية  وكذلك نجد فى برامج التوك شو  أن مقدم البرنامج  رويدا رويدا يفقد مصداقيته  لاسباب عدة منها سطحية المادة التى تَقدم ومخالفاته ايضا لبسط مبادىء ميثاق الشرف الإعلامى ( لا فضائح لا شتائم لا توجيه لا تأثير …… إلخ) وكذلك ركاكة اللغة والضعف الواضح والمشين للغة الضاد الراقية مما نتج عنه إفساد للذوق اللغوى ومن المسلمات المتفق عليها  أن وسائل الإعلام  هى ساحات لحماية الفصحى والذود عنها  لأن العامية اصبحت داء إستشرى وسرى سريان النار فى الهشيم مما حدا بأحد الكتاب البارزين وهو الكاتب فهمى هويدى  أن ينادى  من قبل بصراحة  ( آن الأوان لرفع الصوت عاليا بالدعوة إلى تعريب لسان العرب  وذلك فى مقال له بعنوان ( دعوة إلى تعريب لسان العرب ) ولابد للإعلام بشتى عناصره الإهتمام  بعودة الفصحى إلى المادة الإعلامية  لأن الأمر يتعلق بطمس هوية يا سادة ففى الغرب نجد الحرص الشديد على كل ما يمت للغة بصلة ففى ولاية تكساس بأمريكا قرية صغيرة تدعى ( السنزو ) لا يتجاوز عدد سكانها الثمانية آلاف نسمة  إختارت  هذه القرية  اللغة الأسبانية كلغة لها فثارت ثائرة الإعلام الأمريكى على القرية  ورأوا أن هناك خطر على الهوية الأمريكية  بل بدأوا يقارنوا القرية بما فعلت مقاطعة ( كيبك ) فى كندا حيث تستخدم الفرنسية كلغة لها دون بقية مقاطعات كندا.

إذن هناك إعلام مسئول يضطلع بمسئولياته على الوجه الأكمل.

ومن سلبيات الإعلام المصرى أيضا وخاصة برامج التوك شوك عدم مراعاة الكثير من مقدمى وضيوف البرامج بالإطار الأخلاقى والتقاليد المجتمعية  ونرى فيها التنابز بالألفاظ  وتبادل مفردات مبتذلة تقطر سما  ظاهرها وباطنها العذاب بل بعضهم يقوم بوصلات ردح  بل ونجد البعض منهم  يتعدى باللكم  والضرب والسباب كأنه فى حلبة مصارعة  دون أدنى مراعاة للأخلاقيات من يحاسب من ؟ إعلام بهذا الشكل المهترىء  لن يصمد ولن يكون له رقما على الخريطة الإعلامية  بالمنطقة لا أقول بالعالم .

إن الإعلامى اللامع جدا جدا البريطانى جيرمى كلاركسون مقدم البرنامج الأسبوعى الشهير TOP GEAR  على قناة ال بى بى سى البريطانية  والخاص بسباق المركبات  ويشاهده 350 مليون مشاهد أسبوعيا فى 170 دولة تم فصله منذ عام تقريبا بسبب تعديه على أحد معدى البرنامج رغم إعترافه فيما بعد أنه كان يمر فى هذا اليوم بضغط عصبى شديد نتيجة إشتباه فى إصابته بالسرطان كما أبلغه طبيبه بذلك فى ذات اليوم وتم فصله بعد عمل 27 سنة فى القناة إنها المبادىء والقيم والثوابت المهنية التى تدور فى فلك الضمير المجتمعى

ومن نوائب الدهر وعجائب الزمن  أن المؤسسات الصحفية فى مصر وهى المؤسسات الصحفية القومية  قد حصلت من الدولة خلال العاميين الماضيين على  دعم مالى يزيد على المليار وستمائة مليون جنيه  بل أن مؤسسة صحفية واحدة كان لها نصيب الأسد من الدعم حوالى سبعمائة مليون جنيه بل أنّ مايُندى له الجبين أن هذه المؤ سات الصحفية مدينة للضرائب  بمبلغ يربو على العشرة مليارات جنيه أما قلعة ماسبيرو وتليفزيونها الهمام المقدام سبع السباع  ـــــ الذى تستطيع الآن حصر مشاهديه بالفرد بل بالرقم القومى ـــــ فحدث عنه ولا حرج فهو يصل إلى دعم سنوى يقدر  بحوالى ثلاثة مليارات جنيها  أى بمعدل 250 مليون جنيه شهريا فى دولة تئن وتنزف  والمثل الفلاحى يحضرنى فى هذا المقام  وبشدة (( اللى مالوش فى المال يدبح العشار ))((وبيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم بمائة سنة ))والسبب فى هذا البلاء  قيادات إدارية شاخت  ضعيفة بل مهلهلة إداريا ومهنيا بل أنها موضوعة على كل اجهزة الإنعاش منذ زمن وتحارب النوابغ فى المجال بل توأدهم فى مهدهم مطلوب تبديل هذه القيادات بمن هم أكثر خبرة ومهنية ودراية.

وفي الختام ،أنادى بقانون إعلام موحد ومحترم أو تمصير أحد القوانين الإعلامية المعمول بها فى الخارج وإعتماده  بصبغة ونكهة مصريتين.

إدمان التشتت الرقمي واستلاب العقل البشري 2

مدحت سالم 

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.