السودان

“الإيجاد” تشهد حراكاً دبلوماسًيا مكثفاً لوقف الحرب الدائرة في السودان

كتبت – د. هيام الإبس

شهدت الهيئة الحكومية للتنمية (الإيجاد) خلال الأيام الماضية حراكاً دبلوماسًيا مكثفاً في إطار جهودها الإقليمية لوقف الحرب الدائرة في السودان، حيث التقت وفداً من تحالف تأسيس الذي يقوده قائد قوات الدعم السريع محمد حمدن دقلو “حميدتى”، إضافة إلى وفد من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في البلاد وسبل التوصل إلى سلام شامل وعادل.

اجتماع وفد “تأسيس” مع مبعوث “الإيجاد”

عقد وفد”تأسيس” برئاسة عمار آمون اجتماعاً مع وفد الهيئة الحكومية للتنمية برئاسة لورنس كور باندي، المبعوث الخاص للسودان، في العاصمة الكينية نيروبي، في إطار المساعي المستمرة لإيقاف الحرب ومعالجة جذور الأزمة الوطنية السودانية.

بحث الجانبان خلال اللقاء سبل توحيد المسارات السياسية وتعزيز الجهود الرامية لتحقيق السلام، مؤكدين أهمية الوصول إلى اتفاق شامل يعالج قضايا السلطة والثروة وينهي التهميش والإقصاء السياسي.

وفي كلمته، أكد المبعوث لورنس كور باندي أن اللقاء يمثل خطوة مهمة ضمن مشاورات “الإيجاد” الرامية لإنهاء الصراع، موضحاً أن الجهود الحالية تتم بتنسيق مشترك مع الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية، الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

كما أشار إلى أن “الإيجاد” أجرت اتصالات مع الكتلة الديمقراطية وتحالف صمود اللذين أبديا استعدادًا للمشاركة في العملية السياسية.

من جانبه، ثمن عمار آمون جهود “الإيجاد” في دفع مسار السلام، مؤكداً انفتاح تحالف تأسيس على جميع المبادرات الإقليمية والدولية الساعية لتحقيق سلام دائم وشامل في السودان، وشدد على ضرورة معالجة اختلالات الحكم وبناء دولة عادلة تقوم على المساواة والمواطنة.

واتفق الطرفان على أولوية إيقاف الحرب فوراً واستمرار مشاورات “الإيجاد” مع جميع الأطراف السودانية، إلى جانب التحضير لاجتماع قريب يضم وفد “تأسيس” والمسهلين من الإيجاد والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة، حيث ستقدم “تأسيس” ورقتها الشاملة لإحلال السلام.

لقاء “الإيجاد” مع تحالف “صمود”

وفي السياق ذاته، انعقد بالعاصمة الكينية نيروبي يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، اجتماع بين المبعوث الخاص لمنظمة الإيجاد ووفد من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، لمناقشة مستجدات الأوضاع في السودان.

استعرض المبعوث الخاص جهود “الإيغاد” في إحلال السلام، وتنسيق العمل بين الفاعلين الإقليميين والدوليين، مؤكداً دعم المنظمة لجهود الرباعية الدولية وسعيها لتعزيز العمل المشترك لإنهاء الحرب.

من جانبهم، قدم وفد “صمود” عرضاً شاملاً للتطورات الراهنة، مسلطين الضوء على الانتهاكات والجرائم المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، ومؤكدين على ضرورة اتخاذ تدابير جادة لحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مختلف أنحاء البلاد.

كما شدد الوفد على أهمية محاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوداني، ودعا إلى عملية سلمية منصفة وعادلة توقف نزيف الدم وتؤسس لسلام مستدام.

واتفق الطرفان على أهمية استمرار التواصل والتشاور بين “الإيجاد” و”صمود” لتسريع الجهود الرامية لإيقاف الحرب، والعمل المشترك لإيجاد حل سياسي عاجل ومنصف للأزمة السودانية التي تتفاقم يومياً مع استمرار العنف واتساع رقعة المعاناة الإنسانية في البلاد.

يأتي هذا الحراك ضمن سلسلة من الجهود الإقليمية والدولية المتصاعدة لإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى حل سياسي شامل يضم جميع القوى السودانية، ويعالج جذور الأزمة بعيداً عن منطق السلاح والانقسام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى