الإيمان بالملائكة

الجزء الأول

كتب/سعيد ناصف_هاني حسبو.

من المعلوم بدين الإسلام بالضرورة أنه لا يصح إيمان عبد الا اذا ارتكز هذا الإيمان على ستة أركان وهي الايمان بالله والملائكة والرسل والكتب واليوم الآخر والقدر خيره وشره كما في حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ،” رواه مسلم.

في هذه السطور نحاول ان نتعرف على حقيقة وماهية الإيمان بالملائكة وهو الركن الثاني من أركان الإيمان.

والمقصود بالإيمان بالملائكة كما ذكر محمد نعيم ياسين في كتابه”الإيمان أركانه حقيقته نواقضه” هو الاعتقاد الحازم بأن لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها.

أما عن صفاتهم الخلقية فقد أخبرنا الله عز وجل بالقليل النادر منها ومنها أنهم خلقوا قبل خلق آدم عليه السلام كما نطق القران بذلك:

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ[البقرة:30)

وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خلقوا من نور كما ثبت ذلك عند مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه عليه الصلاة والسلام قال”خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم”

وتدل النصوص القرآنية على أنهم ليسوا كالبشر فهم لا ينامون ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون وليس لهم صفات كصفات البشر.

لكنهم لهم القدرة على الظهور بأشكال البشر بإذن الله تعالى كما ذكر القران ذلك:

“وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا 16 فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا 17 قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا 18 قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا 19 قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” مريم 20:16.

ومن صفاتهم الخلقية أيضا أن لهم أجنحه يتفاوتون في أعدادها كما قال تعالى:

” الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير “فاطر 1.

هذه مقدمة مهمة تعين للقارئ على تصور حقيقة وماهية الملائكة قبل الشروع في بيان كيفية وماهية الإيمان بهم.

وللحديث بقية إن شاء الله تبارك وتعالى.

 

Exit mobile version