أراء وقراءاتفلسطين

الابتسامة الفلسطينية.. عنوان النصر الحقيقي

بقلم: ممدوح الشنهوري*

رغم الخسائر الفادحة التي تحملها الشعب الفلسطيني، من آلاف الشهداء بين الأطفال والنساء والرجال، إلى جانب أعداد كبيرة من الجرحى على مدار سنوات من الصراع مع الكيان الصهيوني، إلا أن الابتسامات العريضة على وجوههم دائمًا ما تعكس روحًا معنوية عالية ونصرًا يُنظر إليه بعين مختلفة، حتى وإن كان صغيرًا في نظر أعدائهم.

منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر قبل عامين، كان كل انتصار فلسطيني، مهما كان حجمه، بمثابة نصر كبير يعكس قوة الإرادة والتحدي. لكن هذه الابتسامات ليست مجرد مظهر خارجي؛ بل هي مدد إلهي من الله عز وجل يمنحهم القوة والثبات رغم كل الخسائر التي تكبدها الشعب الفلسطيني في الأرواح والممتلكات.

الوجه الآخر: الإحباط الصهيوني

على النقيض، يظهر العدو الإسرائيلي، الذي رغم قوته العسكرية وقدرته التدميرية، بوجوه عابسة تعكس إحساسًا بالعجز والخسارة، حتى بعد تحقيقهم لبعض المكاسب العسكرية. هذه الحالة النفسية لم تأتِ من فراغ؛ بل لأنهم يدركون أن الفلسطينيين يمتلكون شيئًا لا يمكن تدميره، وهو الروح المعنوية والإيمان بالقضية.

الإسرائيليون، رغم تدميرهم لمعالم كثيرة من مدينة غزة، لم يتمكنوا من محو إرادة الحياة لدى الفلسطينيين. وبينما يُظهر الفلسطينيون ابتساماتهم العريضة حتى فوق الأنقاض، يبقى العدو غارقًا في التساؤلات والحيرة: كيف يمكن لشعب أن يبتسم في وجه كل هذا الدمار؟

الابتسامة: عنوان النصر الحقيقي

ما يميز الشعب الفلسطيني هو أن ابتساماتهم ليست فقط تحديًا للعدو، بل هي إعلان واضح بأن النصر لا يُقاس بالأرقام أو الإحصائيات؛ بل يُقاس بالروح العالية التي تبقى حية رغم كل شيء.

في كل مرة تنتهي الحرب، يشاهد العالم الابتسامات الفلسطينية تملأ الشوارع ووسائل الإعلام، وكأنهم يولدون من جديد، بأرواح أقوى من ذي قبل. هذه الابتسامات التي تُرعب العدو أكثر من الصواريخ، هي تعبير عن روح لا تنكسر وعن يقين بأن الحق سينتصر في النهاية.

سؤال العدو الحائر

في كل مواجهة، يجد العدو نفسه أمام سؤال مربك: “هل نحن المنتصرون بأعداد القتلى والإحصائيات؟ أم أنهم المنتصرون بابتساماتهم العريضة التي تخرج من بين الأنقاض؟”

إن هذه الابتسامات التي تراها على وجوه الفلسطينيين ليست مجرد تعبير عن فرح مؤقت، بل هي رسالة قوية تقول إن النصر الحقيقي هو في الروح التي لا تنكسر، وفي الأمل الذي يبقى حيًا مهما اشتدت المآسي.

ما أجمل هذا الشعب العظيم وما أجمل تلك الابتسامات التي تخرج من بين ركام الحروب لتُعلن أن النصر لا يُكتب إلا بروح الإصرار والإيمان بالقضية.

*كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى