الاتحاد الأوروبى يدعو إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين فى الفاشر

كتبت : د.هيام الإبس

فى خطوة تعكس تركيز الاتحاد الأوروبى المستمر على الوضع المتفاقم فى السودان.
أعلنت أنيت ويبر، مبعوثة الاتحاد الأوروبي الخاصة لمنطقة القرن الأفريقي، أنها أجرت اتصالًا هاتفياً مع محمد حمدان دقلو (حميدتى)، قائد قوات الدعم السريع فى السودان.
وأوضحت ويبر فى بيان لها أن ضبط النفس وإيجاد حلول سياسية لصالح الشعب السودانى يعتبران أمرين أساسيين فى المرحلة الحالية.

وقالت ويبر:”يواصل الاتحاد الأوروبى تركيزه على السودان والفاشر، ضبط النفس وإيجاد حلول لمصلحة الشعب السودانى أمران أساسيان.
وقد عبرت عن ذلك فى مكالمتى مع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتى.”
وأضافت:”تماشًيا مع مبادرة الاتحاد الأوروبى لحماية المنشآت الحيوية، ندفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين.”

من جهته قال إعلام الدعم السريع إن حميدتى بحث مع المبعوثة الأوروبية للقرن الإفريقى تطورات الأوضاع فى السودان وتنسيق المساعدات الإنسانية، وذلك خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من أنيت ويبر.
وأشار إلى أن النقاش تركز حول تنسيق المساعدات الإنسانية وتعزيز الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء والمياه، باعتبارها ركائز أساسية لتخفيف المعاناة الإنسانية ووضع أسس السلام والاستقرار والتنمية المستدامة.

التصعيد فى الفاشر ودور الاتحاد الأوروبى
يأتى التصريح فى وقت حساس وسط تصعيد القتال فى مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، التى تعد آخر معقل كبير للجيش السودانى فى دارفور.

وأدى النزاع المستمر منذ أشهر إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، كما يتبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وتوجه انتقادات شديدة بشكل خاص لقوات الدعم السريع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان فى المنطقة.

فى السياق ذاته، يشير البيان إلى مبادرة الاتحاد الأوروبى لحماية البنية التحتية الحيوية، وهى مبادرة تهدف إلى ضمان حماية المنشآت الأساسية مثل المستشفيات، المدارس، والطرق، من أجل تقليل تأثير النزاع على حياة المدنيين.
تدعو المبادرة إلى وقف إطلاق النار المحلى لضمان الحفاظ على حياة الأبرياء فى مناطق النزاع.

دور أنيت ويبر وجهود السلام

تواصل أنيت ويبر، كمبعوثة خاصة للاتحاد الأوروبى، جهودها فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى، مع تركيز خاص على السودان.

الاتصال الأخير مع حميدتى يأتى فى إطار جهود دبلوماسية أوسع، حيث من المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبى اجتماعاً وزارياً اليوم فى نيويورك لمناقشة الوضع فى السودان، بالتنسيق مع منظمات دولية أخرى مثل الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة.

ردود الفعل على تصريحات ويبر

بعد تصريح ويبر، تباينت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعى، خاصة على منصة إكس .

دعم من بعض النشطاء السودانيين: بعض الحسابات المؤيدة لقوات الدعم السريع نقلت التصريح بإيجابية، معتبرة إياه دعماً لــ “حكومة تأسيس السودان” التى يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتى).

اتهامات بالانحياز: فى المقابل، وجه منتقدو الاتحاد الأوروبى انتقادات شديدة، معتبرين أن التصريح يركز على الدعم السريع فقط دون التطرق إلى الجيش السودانى، مما يعكس انحيازًا غير متوازن.
وتساءل هؤلاء عن فعالية الضغط الدولى على حميدتى، الذى واجه عقوبات دولية من الولايات المتحدة وكندا فى 2023 بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

فى ظل هذه الأحداث، يعتبر عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وأخ حميدتى، من الشخصيات البارزة فى الصراع الدائر فى دارفور.
وقد واجه عقوبات أمريكية فى 2023 نتيجة تورطه فى مذابح مدنيين وانتهاكات جنسية فى المنطقة.
وقد فرض الاتحاد الأوروبى بدوره عقوبات إضافية على أفراد مرتبطين بالنزاع من الجانبين فى يوليو 2025.