كتبت : د.هيام الإبس
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية عن توصلها إلى اتفاق مع الأمم المتحدة يهدف إلى تشغيل أربعة مطارات رئيسية فى “زالنجى الضعين، نيالا، والجنينة”، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وتأتى هذه الخطوة فى ظل أزمة إنسانية متفاقمة فى السودان، حيث يواجه أكثر من 25 مليون شخص خطر المجاعة فى المناطق المتضررة من الحرب الدائرة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
وناقش الأمين العام للأمم المتحدة أنطونى جوتيريش فى اتصال هاتفى مع قائد الجيش السودانى عبد الفتاح البرهان، تفاصيل الترتيبات المتعلقة بحركة المساعدات الإنسانية عبر معبر أدرى.
تسهيل الإمدادات الإنسانية
ووفقاً للبيان الصادر عن الأمم المتحدة، تم الاتفاق على تسهيل الإمدادات الإنسانية ودخولها إلى السودان.
وصول المساعدات دون عوائق
من جانبه، أكد البرهان التزام الحكومة السودانية بتيسير وصول القوافل الإنسانية، مشيراً إلى الموافقة على فتح معبر أدرى والسماح بدخول المساعدات إلى المحتاجين.
وأضاف أن الحكومة جاهزة للتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لضمان وصول المساعدات دون أى عوائق.
كما أشار البيان الرسمى إلى أن الأطراف المشاركة فى اجتماعات جنيف، التى اختتمت مؤخراً، نجحت فى تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق وصول المساعدات.
وأكد وفد الدعم السريع المفاوض التزامه بالاتفاقات المبرمة خلال المفاوضات فى جدة والمنامة وجنيف، واستعداده لدعم الجهود الدولية.
معبر أدرى يكتسب أهمية خاصة
ويُعتبر معبر أدرى من المعابر الحيوية على الحدود بين السودان وتشاد، ويكتسب أهمية خاصة فى ظل الوضع المتدهور فى إقليم دارفور، الذى يشهد نزوحاً جماعياً بسبب النزاع، مما يزيد من أهمية المعبر كمنفذ رئيسى لتسهيل عمليات الإغاثة.
وتعتبر المنظمات الدولية التى تعمل فى مجال الإغاثة معبر أدرى من بين أبرز النقاط التى يمكن أن تسهم فى تسهيل وصول المساعدات.
ويُعتبر المعبر واحداً من ثلاثة معابر رئيسية على الحدود التى تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر بين السودان وتشاد، بدءً من النقطة التى تلتقى فيها حدود ليبيا فى الشمال وصولاً إلى أفريقيا الوسطى وجنوب السودان فى الجنوب.
ويغطى معظم الشريط الحدودى الجنوبى والغربى، بما فى ذلك منطقة المعبر، تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ومع ذلك، أكدت الحكومة السودانية أن مفوضية العون الإنسانى التابعة لها هى المسؤولة عن إجراءات فتح المعبر وإصدار أذونات العبور.
أهمية المعبر
تزداد أهمية المعبر بشكل ملحوظ فى ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية فى إقليم دارفور، والذى يُعتبر أكبر أقاليم السودان ويبلغ عدد سكانه نحو 9 ملايين نسمة. وقد أدى القتال إلى نزوح أكثر من 80% من هؤلاء السكان، إما داخل البلاد أو إلى داخل الحدود التشادية.
حاجة ملحة
وتزداد الحاجة الملحة لتقديم المساعدات الإنسانية لإنقاذ ملايين المواطنين السودانيين فى ظل وجود نقص كبير فى المواد الغذائية والأدوية.
الحرب المستمرة و تدهور الأوضاع الإنسانية
ونظراً للحرب المستمرة منذ حوالى 16 شهراً بين الجيش وقوات الدعم السريع، وانتشارها فى أكثر من 70% من مساحة البلاد، تتدهور الأوضاع الإنسانية فى البلاد بشكل متزايد. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 25 مليون شخص من أصل 48 مليون نسمة يعانون من خطر المجاعة.
تدهور الجنيه السودانى
تسبب التدهور السريع للجنيه السودانى فى تقليص القدرة الشرائية للسكان، فى الوقت الذى تظهر فيه مؤشرات متزايدة على تفشى الجوع، نتيجة لارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية الأساسية بأكثر من الضعف فى الآونة الأخيرة.
وفقد أكثر من 60 بالمئة من السودانيين مصادر رزقهم نتيجة الحرب، وأصبح معظمهم فى حاجة إلى مساعدات غذائية وطبية.
زيادة الأسعار .. ونقص السلع الغذائية
تشهد الأسواق فى البلاد زيادة كبيرة فى الأسعار ووجود نقص ملحوظ فى العديد من السلع الغذائية الأساسية، وخاصة القمح والسكر والزيوت، التى ارتفعت أسعارها بنسب تتراوح بين 150 إلى 300 بالمئة.
مناطق النزوح وظروف مأساوية
ويعيش حوالى 10 ملايين شخص فى مناطق النزوح فى ظروف مأساوية مع نقص حاد فى الخدمات الطبية، حيث تعرضت نحو 80% من المستشفيات والمراكز الصحية للتدمير الكلى أو الجزئى.
تضرر مناطق الإنتاج
ويؤدى انتشار الحرب إلى تضرر مناطق الإنتاج الزراعى والحيوانى وإغلاق العديد من منشآت القطاعين الخاص والعام، مما يزيد من احتمالية حدوث مجاعة.