الاعتزاز بالهوية……ياسين بونو نموذجا

كتب/هاني حسبو.
“ليست مشكلتي انكم لا تتحدثوا العربية وعليكم المجئ بمترجم”
بهذه الكلمات القليلة المبنى العظيمة المعنى رد ياسين بونو حارس مرمى منتخب المغرب لكرة القدم على أسئلة الصحفيين عقب انتهاء مباراة أسود الأطلسي مع البرتغال والتي انتهت بفوز المغرب بهدف دون رد وتأهله للدور قبل النهائي لكأس العالم كأول فريق عربي أفريقي يبلغ هذا الدور.
رفض بونو أن يردعلى اي صحفي مهماكانت جنسيته إلا بالعربية رغم إجادته للغة الإنجليزية والأسبانية والفرنسية.
هذا الموقف يبرز أهمية اللغة في حياة الأمم.
قال ابن تيميّة رحمه الله: فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون.
فيكفي اللغة العربية فضلا أنها لغة القرآن الكريم، قال الله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ.
وقال ابن تيميّة رحمه الله أيضا: وما زال السلف يكرهون تغييرَ شعائرِ العربِ حتى في المعاملات وهو التكلّم بغير العربية إلاّ لحاجة، كما نصّ على ذلك مالك والشافعي وأحمد، بل قال مالك: مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربية أُخرِجَ منه. مع أنّ سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها، ولكن سوغوها للحاجة، وكرهوها لغير الحاجة، ولحفظ شعائر الإسلام.
وقال رحمه الله: اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.
و عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: «تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ.
وختاما قال الرافعي: «إن هذه العربية بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالداً عليها فلا تهرم ولا تموت، لأنها أعدت من الأزل فَلكاً دائِراً للنيِّرين الأرضيين العظيمين (كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )، ومِن ثَمَّ كانت فيها قوة عجيبة من الاستهواء كأنها أخذة السحر».