المجتمع

الاعلام الاعمى .. !! بقلم : محمد بهى

  

صورة تعبيرية من الارشيف

تقتحم القنوات الفضائية حياتنا دون إستئذان , ومهما حاولنا وضع ضوابط وأحكام فأننا نتعرض لما تقدمه شئنا ام لم نشأ, ولذلك فهى تؤثر فى ثقافة مجتمعنا الشرقى.

أصيب الاعلام المرئى بالعمى  عندما دخل رجال الأعمال ورؤس الاموال الخاصة فى إمتلاك القنوات الفضائية والسعى وراء الربح والشهرة فقط , لذلك نجد أن معظم القنوات متشابهة  ولاتحكمها أية ضوابط مجتمعية ولا فلسفة محددة ولا أهداف استراتيجية تخدم المجتمع .

يتجلى فقدان البصر والبصيرة فى اختيار  القائم بالاتصال ( مقدم البرنامج – المذيع ) ,ولأن هذة القنوات تعمل فى أطار نظرية العرض والطلب ( أرضاء الزبون )فقد لجأت الى الممثلات والراقصات ولاعبى كرة القدم , وإستبعاد الكوادر الاعلامية المتخصصة مما أدى الى تناول موضوعات سطحية ومبتذلة واستخدام لغة متدنية فى الحوار والفاظ خارجة وجارحة وايحاءات وايماءات غير لائقة  لا تتفق مع قيم المجتمع من أجل جذب اكبر عدد من الجمهور وبالتالى زيادة الاعلانات والربح. وحتى البرنامج الواحد التى قد تعتمد عليه  لاتهدف الى الموضوعية فى المناقشة بل الى مزيد من الشد والجذب واحيانآ العراك المقصود أو المتفق عليه لنيل الشهرة وكأن ذلك دليل النجاح.

ان أخطر ما تقدمه هذه القنوات هو زيادة حدة الاحتقان والتعصب بين افراد المجتمع والذى يؤدى الى كوارث حقيقية وبالطبع نتذكر مجزرة بورسعيد و دور الاعلام الرياضى لهذه القنوات فى بث الفتنة واثارة الجماهير.

تسعى هذه القنوات الى التقليد الاعمى للقنوات الغربية فى برامجها، فتقوم بنسخ البرامج أو استيرادها كما هى والتى لاتتفق مع هوية المجتمع الشرقى ولا مراحله التنموية ولا قدرة افراده على استيعاب اهدافه و تحليله والاحتياط مما يصبو اليه .

لابد من وجود آلية لدى المسئولين عن الاعلام بعد ان تقلصت سلطتهم ان تكون لديهم أرادة حقيقية فى الحد من مخاطر هذه القنوات وتغييب الشعب عن مشكلات وطنه حتى نصل الى التنمية الحقيقية والرفاهية الرشيدة التى يسعى اليها الجمهور .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.