أراء وقراءات

الانتهازية أم الفهلوة… ثقافة شعوب (1- 4) بقلم : الدكتور حسين ربيع

ما تعلمت من آفة تقتل المجاهدة مثلما هى فى الاستثناء كما أبدعت قريحة حجة الاسلام الغزالى الكبير ….. وما اكتشفت من نقيصة تنهش فى جسد الأمم كما هى من “الانتهازية”.

ولنتأمل بعمق ونستطرد فى بحور التدبر داخل التجمعات الاستبدادية  والقبائل العشائرية والمجتمعات القطرية والتنظيمات الهرمية…. بحثا عن مجملها ومقربها ومبعدها وكثرتها وندرتها … فهى مبعث قوى للانسان المتمرد على حاله ونصيبه … إذ لا يتورع  المتحرش الانسانى من  الانقضاض على  فرص لم يصنعها بيده  … بل كد فيها غيره

نعم فرص غيره …..   الغافل عن متفرد  بحقه  مقتنص بغير جهد كاف …. وبدلا ان يحث الانسان نفسه على الطموح فى تحصيل فرص صنعها بيديه … يستخدم مكره وحيله للالتفاف على صنائع لم يتعب في صناعتها.

.. اعرف نفسك بنفسك…. لتتعرف على قدر الانتهازية فى تصرفك …. والاوليات فى تصورك …. والاخلاقيات فى توجهك…. والقيم فى تعجلك.

نظر إلى المواقف المزدحمة بالسيارت .. هل تنقض على المكان الشاغر متجاهلا من انتظر قبلك لنفس المساحة ؟!!

أم هو  مكرك وحيلك…. وانت تقصى منافسك فى عملك أو مجتمعك او جماعتك   وتنسب جهده الي نفسك  ؟!!!

أم نراه فى حصائد ألسنتنا ونحن نوغر صدور بعضنا …. لنتفرد بحيازة غيرنا ؟!!!

أم هو فى هدايا مفضوحة او عطايا ممنوحة…. لنأكل بعدها متعمدين  فرص غيرنا وحقوق من دوننا؟

” وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ” .

 

د. حسين ربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى