البحث الغنائي
بقلم / الفنان أمير وهيب
الحب أنواع و درجات ، حب الأقارب نوعه يختلف عن حب الأصدقاء يختلف عن حب الأبناء . ولا نحب كل الناس بنفس الدرجة ،فبين أصدقائنا هناك صديق له درجة حب أعلى من غيره ، و هكذا . و حبي ل الموسيقى بدأ قبل حبي ل الألوان. و هناك قصة شهيرة في أوساط عائلتنا تتردد حتى يومنا هذا ، كانت هذه الأغنية تحديدا سبب كافي لعشقي و هوسي بالموسيقى ، حين بكيت كثيرا مطالبا ب الحاح إعادة اغنية ” موعود ” ل عبد الحليم حافظ بعد سماعها في الراديو مرددا ” أنانا يا نونيا ” ( امانة يا دنيا ) بعد اذاعتها سنة ١٩٧١ و كان عمري سنتين .
حبي للموسيقى هو من نفس درجة حبي ل الألوان و لكن من نوع آخر . حتى بعد أن تعلمت العزف على الآلة الموسيقية الاصعب الا وهي ” الدرامز ” لأن عزف الدرامز يكون ب الأطراف الأربعة يعملون في نفس التوقيت ، اليدين و الرجلين ، و كل طرف يقوم بعمل منفصل . و كنت عضو فريق موسيقى و لكن بعد مرور ثلاث سنوات تأكدت أن مساحة الإبداع محدودة كوني عازف درامز ، و كان ذلك في الفترة من ١٩٨٣ حتى ١٩٨٦ ، لاني اكتشف اني لن ابدع في الموسيقى .
وكنت في هذه الفترة اسمع الموسيقى من خلال كل المصادر المتاحة ، راديو و تليفزيون و شرائط كاسيت و اسطوانات و ووكمان و ايضا من خلال الفيلم السنيمائي ، لأن الأفلام كانت تقدم نوعية من الأغاني المتفردة شديدة التميز و الجمال و لا يتم إذاعتها في الراديو و لا أجد لها شريط كاسيت . بالاضافة ل الموسيقى التصويرية التي لم اكن اعلم انها من المؤلفات العالمية الا عندما قرأتها على تترات مقدمة فيلم و كان عمري وقتها ١٨ سنة ، وسألت عن اسم المقطوعة الموسيقية لفيلم : ابن حميدو ” و مسرحية ” مدرسة المشاغبين ” . سألت كل من اعرفهم في نطاق العائلة والأصدقاء و لم اتلقى جواب . و عند التحاقي ب كلية الفنون الجميلة ، سألت اساتذتنا و لم يعرفوا ايضا.
ويوم من الايام اثناء جلوسي في فناء الكلية اقترب مني شخص . اتضح انه مندوب مبيعات معه ” موسوعة موسيقية ” مكونة من ٢٠ شريط كاسيت ، ل عدد من المؤلفين العالميين ، و اشتريتها منه . و عدت الي المنزل ، و متوقع ان اجد ما ابحث عنه ، و لكني اكتشفت شئ جديد ، في نفس السياق ، و هي ان موسيقى مسلسل الف ليلة هي لمؤلف روسي اسمه ” كورساكوف ” بعنوان ” شهرزاد ” . و ان اغنية فيروز ” يا أنا يا انا ” هي كلمات مركبة على سيمفونية ل ” موتزارت ” و غيرها .
وفرحت جدا و شعرت باني اقتربت من معرفة ما ابحث عنه ، و لكن لم اجدهم في هذه الموسوعة. و بدات اسمع البرنامج الموسيقى متأهبا لسماع الموسيقى التصويرية ل ” مدرسة المشاغبين ” و ” ابن حميدو ” و اشتريت في هذه الفترة أكثر من ” ١٠٠ اسطوانة ” و بدأت اتعامل مع جهاز ” البيك آب ” و لم تكن بداخلهم ، و استمر هذا البحث سنوات عديدة ، حتى سمعتهم في الراديو.
الا انني كنت و لازلت عند سماعي الموسيقى اسمع بمنتهى الإصغاء و التركيز والاستمتاع و الانسجام ، واتقمص دور ” رئيس لجنة تحكيم ” لتقييم الأغنية أو المقطوعة الموسيقية . لذلك اسمع الموسيقى على مدار فترة الاستيقاظ ، أي أن أول حاجة بعملها عندما استيقظ من النوم هي فتح الراديو على الموسيقى، و هي الخلفية الصوتية على مدار اليوم أثناء ممارسة كافة الأنشطة ، أثناء العمل و القراءة و الاكل و غيره .واستمع لكل أنواع الموسيقى و الغناء من كل المجتمعات و الدول.
و اخترت لك عزيزي القارئ جزء من ” البحث الغنائي ” الذي قمت و اخترت هذا الاسم على وزن ” البحث الجنائي ” :
* ” عصمت عبد العليم ” غنت مع فريد الاطرش ” بساط الريح ” في فيلم ” آخر كدبة “.
* ” رئيسة عفيفي ” ، أغنيتها الخالدة ” دقوا المزاهر ” غنتها في فيلم ” لحن الخلود ” وغنت مع ” عبد الوهاب ” ياللي زرعتوا البرتقان في فيلم ” يحيا الحب “.
* ” مديحة عبد الحليم ” أغنيتها البديعة في فيلم ” أمير الدهاء ” ، يا لالا و يالا يالالالي قاضي الغرام قال لي اكتب و انا املي.
* ” عايدة فوزي ” ( لبنانية ) ، أغنيتها الروعة ليا و ليا يا ليا انا عصفورة على المية غنتها في فيلم ” ليلة الدخلة “.
* نادرة أمين ( لبنانية ) أغانيها في فيلم ” انشودة الفؤاد “.
* و هذا هو الاسم سبب البحث في فيلم ” ابن حميدو ” ، تم استخدام موسيقى اسمها ” Carousel Waltz ” ل مؤلف موسيقى أمريكي اسمه Richard Rodgers 1902 – 1979 و شاركه Oscar Hammerstein
* في فيلم ” الأيدي الناعمة ” ، موسيقى ” The Piano Concerto No. 1 ” ل الروسي Peter Tchaikovsky 1840 – 1893.
* في فيلم ” شارع الحب ” ، موسيقى ” Swedish Rhapsody No.1 ” ل السويدي Hugo Alfven 1872 – 1960.
* في فيلم ” أيامنا الحلوة ” ، موسيقى ” The William Tell Overture ” ل الإيطالي Gioachino Rossini 1792 – 1868.
* في فيلم ” حبيب الروح ” يوسف وهبي عزف هذه الموسيقى و في مسرحية ” مدرسة المشاغبين ” ، موسيقى ” Ritual Fire Dance ” ل الاسباني Manuel De Falla و تنطق دي فايا 1876 – 1946.
توثيق ” تراث مصر الموسيقى “
و اتقدم ب اقتراح لأي جهة ، حكومية أو خاصة ، بتوثيق ” تراث مصر الموسيقى ” في موقع يكون متاح فيه ، و بسهولة معرفة المعلومة ، ل كل ” الأسماء ” ، أسماء المغنيين و المؤلفين الموسيقيين و العازفين ، المصريين و الأجانب ، الذين شاركوا بفنهم الموسيقى في مصر ، في المسرح و التليفزيون و الإذاعة و السنيما.