السوداناحدث الاخبار

البرهان: انسحاب تكتيكي من الفاشر والنصر قادم

✍️ كتبت – د. هيام الإبس

في تطور دراماتيكي يعكس تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في السودان، أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، أن انسحاب الجيش السوداني من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور جاء بقرار “استراتيجي” لحماية الأرواح والمعدات، مؤكداً أن القوات المسلحة “قادرة على قلب الطاولة وتحقيق النصر”.

انسحاب الجيش من الفاشر: تكتيك أم تراجع؟

في خطاب متلفز بث مساء الإثنين، شدد البرهان على أن الانسحاب من الفاشر لا يعني الهزيمة، بل هو “إعادة تموضع تكتيكية” تهدف إلى إعادة تنظيم الصفوف استعداداً لجولات قادمة من القتال. وأكد أن “دماء الشهداء لن تذهب هدراً” وأن الجيش “سيقتص من المجرمين” الذين تسببوا في معاناة المدنيين.

الدعم السريع تعلن السيطرة الكاملة على المدينة

من جهتها، أعلنت قوات الدعم السريع أنها استكملت “تطهير” مدينة الفاشر من جيوب المقاومة، وبدأت في تأمين المرافق العامة ونشر وحدات لإزالة الألغام. كما أكدت التزامها بحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، رغم تقارير حقوقية تتحدث عن انتهاكات جسيمة.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

تعيش مدينة الفاشر، التي كانت آخر معقل كبير للجيش في دارفور، أوضاعاً إنسانية متدهورة. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 800 ألف مدني يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وسط تحذيرات من “إبادة بطيئة”.

تفاعلات داخلية وخارجية متباينة

أثارت تصريحات البرهان تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى في الانسحاب خطوة ذكية، ومن اعتبره سقوطاً مدوياً. في المقابل، تواصل الرباعية الدولية جهودها لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، وسط تقارير عن دعم إقليمي متباين يزيد من تعقيد الأزمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى