مصادر موثوقة : قائد المليشيا المتمردة (حميدتي)هرب من الخرطوم بعد انهيار دفاعاته
كتبت: د. هيام الإبس
وصل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى القصر الجمهوري في الخرطوم، حيث تناول إفطار يوم 26 رمضان داخل القصر بعد استعادته من مليشيا الدعم السريع. وأعلن البرهان من داخل القصر الرئاسي أن “الخرطوم حرة”، بعد أن حط بطائرته الخاصة داخل مطار الخرطوم لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023.
الجيش السوداني يسيطر على العاصمة
نجحت قوات الجيش السوداني في القضاء على ميليشيات الدعم السريع داخل الخرطوم، وتمكن البرهان من دخول القصر الرئاسي ليعلن تحرير العاصمة. وأكد البرهان في خطاب للشعب السوداني أن المعركة مستمرة ولن تتوقف، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تستمد روح الاستمرار من المواطنين السودانيين.
استعادة المواقع الاستراتيجية
يواصل الجيش السوداني تمشيط العاصمة الخرطوم بعد استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، حيث أعلن مسبقًا استعادة رئاسة جهاز المخابرات العامة، ومباني إدارة المرافق الاستراتيجية، والمقر الرئيسي للبنك المركزي. كما أكد الجيش سيطرته على مطار الخرطوم الدولي والمناطق المحيطة به، في تطور رئيسي آخر للصراع المستمر منذ عامين.
هروب قائد الدعم السريع
أفادت مصادر موثوقة أن قائد المليشيا المتمردة، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، هرب من الخرطوم بعد انهيار دفاعاته وفقدانه السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية، من بينها مطار الخرطوم، وبرج الفاتح، ووزارة الداخلية. كما تمكن الجيش من استعادة السيطرة على جسر المنشية من الناحية الغربية، وتطهير منطقة الباقير جنوب الخرطوم، بالإضافة إلى السيطرة على معسكر قوات الدعم السريع في منطقة طيبة.
استمرار العمليات العسكرية
نشرت قوات القائد الميداني أبو عاقلة كيكل المتحالفة مع الجيش مقاطع مصورة من داخل معسكر رئيسي للدعم السريع في الخرطوم. وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش يواصل تمشيط منطقة السوق الأفرنجي وشارع القصر ومول الواحة، حيث لا تزال بعض مجموعات الدعم السريع تتحصن في عدد من البنايات.
كما دمر الجيش مركبات قتالية ومدرعات، وقتل العشرات من جنود الدعم السريع، وأسر 9 مقاتلين، فيما استسلم عدد من مقاتلي الدعم السريع بعد تضييق الخناق عليهم.
تطورات ميدانية جديدة
أطلق الجيش السوداني عملية عسكرية واسعة لإخراج قوات الدعم السريع من المنطقة الحكومية بوسط الخرطوم، بعد أن استعاد القصر الجمهوري ومنشآت حيوية أخرى، مثل المصرف المركزي ومقر المخابرات الوطنية. كما استعاد الجيش مناطق استراتيجية في جنوب الخرطوم، مثل أحياء بري وناصر والمنشية، ومقر الدفاع الجوي.
شهدت الأيام الأخيرة انسحاب مقاتلي الدعم السريع نحو جنوب الخرطوم باتجاه جبل أولياء، والذي يُعد المنفذ الوحيد لهم نحو معقلهم في إقليم دارفور.
تداعيات الحرب
تسببت الحرب المستمرة منذ عامين في مقتل عشرات الآلاف من السودانيين، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم وفقًا للأمم المتحدة.
يرى المحللون أن قوات الدعم السريع تسعى إلى إشغال الجيش بمعارك في الخرطوم، بينما تعزز سيطرتها على إقليم دارفور، حيث تُتهم بارتكاب انتهاكات وتطهير عرقي. كما أشارت تقارير إلى أن الدعم السريع استولى مؤخرًا على مدينة المالحة القريبة من الفاشر، في خطوة لتعزيز خطوط إمدادها.
مستقبل الصراع
وفقًا للباحث كاميرون هادسون، فإن مستقبل الحرب يعتمد على قرار الجيش، فإما أن يكتفي باستعادة الخرطوم وتثبيت أقدامه في شمال وشرق السودان، أو يواصل التقدم غربًا للقضاء على الدعم السريع. كما حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل تصاعد الهجمات ضد المدنيين.
يرى المحلل آلان بوزويل أن السودان مقبل على مفترق طرق بعد استعادة الجيش للخرطوم، فإما الدخول في مرحلة جديدة من الحرب أو الاتجاه نحو مفاوضات سلام لإنهاء النزاع.