السودان

البرهان يناقش مع واشنطن مقترحاً لوقف إطلاق النار في السودان

كتبت /د.هيام الإبس

 

التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، في سويسرا، لبحث مقترح أمريكي يستهدف وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة إلى المناطق المنكوبة، وعلى رأسها مدينة الفاشر التي تعيش أوضاعًا إنسانية حرجة بفعل الحصار والمعارك المستمرة.

 

وأوضح مصدر حكومي رفيع أن المحادثات، التي استمرت ثلاث ساعات خلف أبواب مغلقة، تناولت تفاصيل المبادرة الأمريكية التي تتضمن آليات لفتح ممرات آمنة وإجراءات لتهدئة خطوط القتال، في وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، ويزداد الوضع الإنساني سوءاً مع نقص الغذاء والدواء ونزوح آلاف المدنيين.

 

ويأتي اللقاء في ظل تصاعد الضغوط الدولية على طرفي النزاع للدخول في مفاوضات جادة، وسط تحذيرات منظمات الإغاثة من كارثة وشيكة في دارفور، خاصة بعد تقارير عن مقتل مدنيين في معسكر“أبو شوك” بالفاشر.

 

ميدانياً ما تزال المواجهات مستمرة في أنحاء السودان

 

ومنذ أن استعاد الجيش السيطرة على الخرطوم في ماىس الماضى، وسعت قوات الدعم السريع عملياتها غرباً ، مركزة هجماتها على منطقتي دارفور وكردفان لتعزيز نفوذها الميداني.

 

وشنت قوات الدعم السريع الإثنين هجوماً جديداً على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في إطار مساعيها للسيطرة على كامل الإقليم، مما أسفر عن مقتل 40 شخصاً في معسكر النازحين بأبو شوك، وفق غرفة طوارئ المعسكر.

وخلال الأسبوع الماضي، لقي ما لا يقل عن 63 شخصاً حتفهم في مدينة الفاشر جراء سوء التغذية، وسط تقارير تفيد بأن بعض العائلات لجأت إلى تناول علف الحيوانات أو بقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة.

 

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو 25 مليون شخص في السودان يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، ومع دخول الصراع عامه الثالث، باتت البلاد مقسمة بحكم الأمر الواقع بين أطراف النزاع؛ حيث يسيطر الجيش على وسط وشرق وشمال البلاد، فيما تفرض قوات الدعم السريع هيمنتها على مناطق متفرقة فى إقليم دارفور .

 

يشار إلى أن وساطات أمريكية وسعودية سابقة لم تفلح خلال العامين الماضيين في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى السودان.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن تسعى عبر هذه المبادرة إلى كسر الجمود السياسي والعسكري، مع الإبقاء على دور فاعل للأطراف المدنية في أي تسوية مقبلة، بينما يتمسك الطرفان المتحاربان بمواقفهما الميدانية على الأرض.

ويُعدّ هذا اللقاء أعلى مستوى من المحادثات بين الخرطوم وواشنطن منذ أشهر، في إطار مساعٍ أمريكية متجددة لدفع عملية السلام ووقف الحرب في السودان.

 

أول تصريح لـ مسعد بولس بعد لقاء البرهان

 

في أول تصريحاته عقب لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في سويسرا، أدان مسعد بولس، المبعوث الأمريكي لأفريقيا والشرق الأوسط، مقتل مدنيين على يد مليشيا الدعم السريع في معسكر “أبو شوك” للنازحين بمدينة الفاشر.

 

اللقاء الذي وُصف بالسري استمر ثلاث ساعات يوم الإثنين، ويُعد الأول من نوعه بهذا المستوى بين الخرطوم وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخلاله، شدد بولس على حرص الولايات المتحدة على بناء علاقات مباشرة مع السودان، ودعم التحول المدني الديمقراطي عبر عملية شاملة تضم جميع القوى المدنية.

 

وقال بولس، عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، إن بلاده تشعر بـ”قلق بالغ إزاء تدهور الوضع والتقارير عن عنف الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر ومحيطها”، داعياً إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية المدنيين، بما في ذلك توفير ممرات آمنة للفارين من مناطق القتال.

 

كما أكد رغبة بلاده في إعادة تفعيل التعاون مع الخرطوم في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، خصوصاً في منطقة البحر الأحمر، مشيراً إلى أن اجتماعات “الرباعية” المزمع عقدها لاحقاً ستخصص للتشاور حول وقف الحرب، لا لفرض حلول خارجية، مع تأكيد أن “الحلول يجب أن تكون سودانية خالصة”.

 

من جانبه، علّق رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، على اللقاء قائلاً: “فلْتتوحد إرادة الخير لإطفاء نار الحرب، وفتح أبواب الوطن لنسائم السلام”.

وأضاف الدقير: إن البحث عن السلام “ليس مذمة” والجلوس إلى طاولة التفاوض “ليس خيانة”، مشدداً على ضرورة توفر إرادة جادة لدى جميع الأطراف لوقف الحرب، والتوافق على إعادة بناء السودان على أسس عادلة تضمن الحياة الكريمة للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى