البعثة الاستكشافية
بقلم الفنان / أمير وهيب
حصل أنه في سنة ١٩٩٩ تلقيت دعوة من المركز الثقافي الإيطالي في القاهرة للانضمام لرحلة سوف تتوجه الي منطقة وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان في مدينة الفيوم لمتابعة أعمال الفريق الإيطالي المكلف بعمليات البحث و التنقيب عن الآثار في هذه المنطقة.
وبرنامج الرحلة عبارة عن تحرك اتوبيس من أمام مبنى المركز الثقافي في الزمالك الي وادي الريان ومتابعة فريق العمل ، المقيم داخل مخيمات ، و الغذاء معهم ثم العودة إلي القاهرة.
عند وصولي صباحا الي مبنى المركز الثقافي لم أجد و لا مصري آخر ، بل عدد من تجمعوا الي هذه الرحلة لم يتجاوز ١٠ أفراد ، مما استدعى عدم تحرك الاتوبيس وتطوع الدبلوماسيين الإيطاليين و الإعلاميين للتحرك بسيارتهم ” الجيب ” .
* تقدمت السيدة الدكتورة ” باتريزيا كالين ” Patrizia Calenne دبلوماسية من أعضاء السفارة بدعوتي للركوب في سيارتها مع زوجها.
وسيارة أخرى يوجد بها ” مارك اينارو ” Marc Innaro من التليفزيون الإيطالي و زوجته و سيارة ثالثة يوجد بها السفير.
* عند وصولنا وادي الريان ، توجهوا الدبلوماسيين الي مخيمات فريق العمل لإلقاء التحية والاطمئنان والتشجيع ، ثم توجهوا الي مواقع العمل ، و انا معهم ، و هناك شهدت ما لم اكن أتوقعه و اتخيله في عملية البحث عن الآثار .
* عملية البحث تقوم على أسس علمية ، و بعد التأكد من وجود آثار ، تكون عملية استكشافه ، على يد ايطاليين متخصصين ، يساعدهم مصريين من سكان المنطقة.
* عملية الاستكشاف تتم بمنتهى البطئ بمسح الرمال بمنتهى الحرص و الدقة بأدوات بسيطة ، شيئا فشيئا ، حتى لا تتأثر المادة المكتشفة من اي احتكاك او كسر.
* البعثة الإيطالية استكشفت اجزاء من أعمدة لمبنى قديم في مدينة قديمة في هذا المكان.
* و هنا اتقدم ببعض الاقتراحات و الاسئلة :
* لماذا لا تقوم الحكومة المصرية بتصوير عملية الاستكشاف ، كنوع من انواع المراقبة و الشفافية ، لكي يتعرف الشعب المصري ، الوريث الشرعي ، على ما يحدث في ” ورثه “.
* كيف تحاسب الحكومة المصرية هذه ” البعثات ” الاستكشافية ؟ يعني لو اكتشفوا حاجة بياخدوا جزء منها أم بيتقاضوا أموال ؟
* و هل ما يتم اكتشافه تستثمره بالشكل الصحيح ؟
* من الواضح ان الحكومة المصرية لازلت لا تعلم كيف تستفيد من هذه الاستكشافات.
* او ، و هو الاحتمال الأكبر ، أن الحكومة المصرية لازلت لا تجيد فن التفاوض في مثل هذه الأمور و تستسلم لسبب أو لآخر للدول العظمى.
* و أكبر دليل على عدم قدرة الحكومة للتصدي هي انه في فترة مقاطعة شركات السلع الأجنبية التي تقوم بتمويل إسرائيل أن التجار اخفوا السلع البديلة و رفعوا الأسعار و الحكومة عاجزة و كل ما تستطيع فعله هو ان تفتح منافذ بيع بأسعار ارخص بمساعدة الجيش.
* إلي متى سيستمر استنزاف الآثار بهذا الشكل ؟
* من حق المصريين أن يستمتعوا و يستفيدوا من إرثهم.
* من الناحية القانونية ، من هو ” وصي لتسليم ورث و ثبت أنه لم يقم بتسليمه له عقوبة بنص المادة ٤٩.
* و هو ما ينطبق على الحكومة التي لم تقم بتسليم المصريين ورثهم.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر